وبعد الإضافة متساويان في المعنى بلا زيادة ولا نقصان، فقولنا:"الله مجيب الدّعاءِ" يساوي في المعنى: "الله مجيبٌ الدعاءَ".
خلاصة الأمر أن هذه الإضافة اللفظية لا تفيد التعريف ولا التخصيص فما الذي تفيده إذن؟
قال النحاة: إنها تفيد التخفيف بحذف التنوين من المضاف، وكذلك نون التثنية والجمع المذكر، فلا شك أن قولنا:"الإنسانُ المثقفُ مصقولُ العقلِ والضميرِ" أخف مما لو قلنا "مصقولٌ العقلُ والضميرُ"، وهذا هو السبب في أن هذه الإضافة سميت "لفظية" لأنها أفادت أمرًا لفظيًّا هو التخفيف كما سبق شرحه.
ويطلق على هذه الإضافة اللفظية اسم "غير محضَة" ومعنى المحضة: الخالصة، فهذه الإضافة إذن غير خالصة للإضافة، أو بعبارة أقرب، إنها إضافة غير حقيقية، إذ لا يترتب عليها ما يترتب على الإضافة الحقيقية من تعريف الاسم أو تخصيصه، ولذلك قالوا: إنها على تقدير الانفصال بين الكلمتين، فقولنا:"الفتاةُ رائعةُ الجمالِ" يساوي تماما: "الفتاةُ رائعةٌ الجمالَ".
قال ابن هشام: وإنما سميت هذه الإضافة غير محضة، لأنها في نية الانفصال إذ الأصل "ضاربٌ زيدا" في "ضاربُ زيدٍ" وإنما سميت لفظية: لأنها أفادت أمرًا لفظيًّا وهو التخفيف فإن "ضاربُ زيدٍ" أخفّ من "ضاربٌ زيدًا" ا. هـ.