للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- الخبر، ولا بد أن تجتمع له صفات خاصة يجمعها خاصة يجمعها كلها عبارة واحدة هي:

"أن يكون جملة فعلية، فعلها مضارع، رافعا لضمير الاسم السابق مقترنا "بأن" أو مجردًا منها".

فالخبر مع هذه الأفعال الناسخة ذو صفات خمس هي على التوالي:

١ - جملة

٢ - فعلية

٣ - فعلها مضارع

٤ - يرفع ضميرا يعود على الاسم

٥ - يتقدم عليه "أن" أو يتجرد منها على التفصيل الذي سيأتي بعد ذلك في الفقرة التالية، كما يلاحظ تحقق ذلك في كل الأمثلة السابقة.

هذا هو الأصل في الخبر، ومع ذلك وردت بعض الشواهد التي لا تتحقق فيها بعض الصفات السابقة، فقد خرجت عن هذا الأصل، فحكم عليها بالشذوذ، ومن أهمها:

- قول العرب "عسى الغُوَيْرُ أبْؤُسًا"، وهو مثل عربي يضرب لكل ما يخشى منه الشر (١).

- قول تأبّط شرًّا:

فأبْتُ إلى "فَهْمٍ" وما كدتُ آئبا … وكم مثلِها فارقتُها وهي تَصْفِرُ (٢)


(١) الغوير: تصغير "الغار"، والأبؤس جمع "بأس، أو: بؤس" وأصله أن قومًا كانوا في غار، فانهار عليهم.
(٢) أبت: عدت، فهم: اسم قبيلة الشاعر، كم مثلها: يقصد القبيلة التي كانت تطارده، وهي تصفر: تتحسر وتأسف.
يقول: لقد عدت لقبيلتي "فهم" بعد أن أشرفت على الهلاك وعدم العودة وكثير من القبائل المطاردة فررت منها، وتركتها تتحسر وتأسف؛ لأنها لم تتمكن مني.
الشاهد: في "ما كدت آئبا" فقد جاء خبر "كاد" مفردًا، وهو كلمة "آئبا" وهذا خلاف الأصل، فالأصل أن يكون جملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>