للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ} ١ وفي الشعر في قول الخنساء ترثي أخاها صخرًا:

وإن صخرًا لتأتَمُّ الهداةُ به ... كأنه عَلَمٌ في رأسِه نارُ٢

ومنها اليوم نسمع عن "نشيد العلم" و "علم مصر الخفاق" و "ارفعوا العلم عاليا".

أما لدى النحاة، فإن الذي يفهم من كلامهم أن "العلم" يقصد به الاسم الذي يتعين المقصود منه من اللفظ نفسه بمجرد النطق به، سواء أكان المقصود منه إنسانا أم حيوانا، حيا أم جمادا. ا. هـ.

فالاسم "العلم" إذن له صفتان:

أ- تعيُّن المقصود منه

ب- أن يفهم هذا التعيُّن من اللفظ نفسه بمجرد النطق به

وبمراجعة الكلمات السابقة، نجد مثلا أن الاسم "إبراهيم" يتحدد المقصود منه بمجرد نطقه، سواء أقصد المتكلم به "الخليل أبا الأنبياء" أم قصد منه صديقًا له اسمه "إبراهيم" مما يحدده سياق الكلام، وأيضا كلمة "مكة" يتحدد المقصود منها بمجرد نطقها بأنها: البقعة المقدسة في ضمير المسلمين من أرض الله، وكذلك الباقي من الأعلام المذكورة.


١ الآية ٢٤ من سورة الرحمن.
٢ ورد هذا البيت شاهدًا على أن كلمة "العلم" تطلق على الجبل فإن معنى بيت الخنساء: إن صخرًا معروف كأنه الجبل الذي اشتعلت النار في قمته فيراه كل الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>