للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك قول امرئ القيس:

إذا قلتُ هاتِي نَوِّليني تمايَلَتْ … عليَّ هَضِيمَ الكَشْحِ رِيَّا المخلخل (١)

قال ابن هشام:

والعامة تقول: "تعالِي" بكسر اللام، وعليه قول بعض المحدثين: "أبو فِرَاس يخاطب حمامة":

أيا جارتَا ما أنصفَ الدَّهرُ بيننا … تعالِي أقاسِمْك الهمومَ تعالِي (٢)

والصواب الفتح، كما يقال: "اخْشَيْ واسعيْ" ا. هـ.

معنى الكلام:

لاحظ الأمثلة الآتية:

الغِنى عفَّةُ النَّفس عما في أيدي الناس كلام


(١) هضيم الكشح: نحيلة الخصر. ريا المخلخل: ممتلئة الساقين.
الشاهد في البيت: أن كلمة "هات" فعل أمر، إذ دلت على الطلب وقبلت ياء المخاطبة، فاستخدمها الشاعر "هاتي".
(٢) ورد هذا البيت ضمن مقطوعة شعرية لأبي فراس الحمداني، أولها قوله:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة … أيا جارتا لو تعلمين بحالي
وأبو فراس -في رأي النحاة- لا يحتج بشعره، وإنما جاء البيت للتمثيل به فقط، وموضع التمثيل: أن ابن هشام يرى أن أبا فراس قد استخدم نطق العامة إذ جاء بالفعل "تعالي" مكسور اللام حين إسناده لياء المخاطبة.
والذي أراه أن أبا فراس لم يستخدم لغة العامة، وإنما كسرت اللام في الكلمة الأولى بتحريف الرواية، وفي الكلمة الأخيرة من أجل القافية، إذ إن اللام فيها مكسورة.
هذا. وقد نقل عن أهل الحجاز أنهم ينطقون اللام مكسورة في هذا الفعل حين إسناده لياء المخاطبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>