للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المتصور إذن في جملة المبتدأ والخبر أن يكون المبتدأ فيها اسم ذات أو اسم معنى، وأن يكون الخبر مع كل واحد منهما اسم الزمان أو اسم المكان فتلك أربع صور من الناحية العقلية.

لكن، هنا فكرة مهمة جدًّا، احتكم إليها علماء النحو حين أوردوا المستعمل من هذه الصور الأربع وغير المستعمل، تلك الفكرة تلخصها عبارة واحدة هي: يصحّ الإخبار باسم الزمان أو المكان عن غيره مطلقًا إذا أفاد. ا. هـ.

"الفائدة" هي أساس ما يقبل وما يرفض، والفائدة يقصد بها أن تؤدي الجملة معنى تامًّا متكاملا يمكن أن يصمت بعده المتكلم، ويقنع به السامع دون نبوّ أو نشاز.

وقد أدى استقراء الكلام العربي لمعرفة ما يفيد وما لا يفيد من الصور الأربع السابقة إلى ما يلي:

أولا: ما يفيد، وهي صور ثلاث:

- الأولى: أن يكون المبتدأ اسم معنى والخبر اسم زمان، كقولك: "الباطلُ ساعةٌ والحقُّ إلى يوم السَّاعة".

- الثانية: أن يكون المبتدأ اسم معنى والخبر اسم مكان، كقولك: "العدلُ قبل الرّحمة والعفوُ عند المقدرة".

- الثالثة: أن يكون المبتدأ اسم ذات والخبر اسم مكان، كقولك: "شارفْنا نهاية الرحلة بالطائرة والمدينةُ تحتنا والمطارُ قربنا".

هذه الصور الثلاث السابقة هي التي استعملتها اللغة، والحديث بها مفيد كما ترى في الأمثلة السابقة

<<  <  ج: ص:  >  >>