للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقول السموءل بن عاديا:

سلي إنْ جهلْتِ الناس عنَّا وعنهم … فليس سواءً عالم وجهولُ (١)

- وقول الآخر:

لا طِيبَ للعيش ما دامتْ منغَّصَةً … لذّاتُهُ بادِّكارِ الموتِ والهَرَمِ (٢)

- وقول الآخر:

ما دام حافظَ برّي من وثقتُ به … فهو الذي لستُ عنه راغبًا أبدا (٣)

الصورة الثالثة:

أن يتقدم الخبر على الناسخ، وبذلك يكون الترتيب "الخبر + الفعل الناسخ + الاسم" تقول: "مَطْلَبًا كريما ما زالت الحرّيةُ وغنمًا كبيرا يصبح الحصول عليها".

هذا هو أصل الموضوع، يصح في الخبر أن يتأخر، ويمكن أن يأتي في الكلام متوسطًا، ويمكن أن يأتي متقدما على الفعل الناسخ نفسه.

لكن ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار -مع هذا الأصل- الملاحظات الآتية:


(١) الشاهد: في "ليس سواء عالم وجهول" حيث توسط الخبر وهو "سواء" بين الفعل الناسخ وهو "ليس" والاسم المؤخر وهو "عالم وجهول".
(٢) منغصة: مكدرة، ادكار: تذكر، الهرم بفتح الهاء والراء: أقصى الكبر.
يقول: إن الحياة لا تصفو ما دامت مكدرة بتذكر الشيخوخة وما فيها من متاعب، والموت وما فيه من عدم.
الشاهد: في "ما دامت منغصة لذاته" حيث توسط الخبر وهو كلمة "منغصة" بين الفعل الناسخ "ما دام" والاسم "لذاته".
(٣) يقول: ما دام من أثق به أهلا الثقة، يحفظ السر ولا يفشيه، فإنني سأبقيه صفيا ونجيا، ولن أعدل عنه إلى غيره.
الشاهد: في "ما دام حافظ سري من وثقت به" فقد توسط الخبر "حافظ سري" بين الفعل الناسخ "ما دام" والاسم "من وثقت به".

<<  <  ج: ص:  >  >>