للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الصفات المتعددة إذا اجتمعت في جملة الفعل الناسخ "يكون" صح حذف نونه من الكلام، وهو حذف جائز لا واجب، فإنه يصح أيضًا ذكرها وإن اجتمعت كل هذه الصفات التي ذكرها قطر الندى في عبارة واحدة هي "وحذف نون مضارعها المجزوم بالسكون إن لم يلقها ساكن ولا ضمير نصب متصل" ومن ذلك قول القرآن: ﴿قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً﴾ (١)، وقول علقمة:

ذهبتَ منَ الهِجْرانِ في كل مَذْهَبِ … ولم يكُ حقًّا كلُّ هذا التجَنّبِ (٢)

ومنه قول المتنبي:

ومن يكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مريضٍ … يجدْ مُرًّا به الماءَ الزّلَالَا (٣)


(١) الآية ٢٠ من سورة مريم.
(٢) الشاهد: في "لم يك حقا كل هذا التجنب" حيث حذفت نون "يكن" تخفيفا، لاستيفاء الشروط.
(٣) البيت حكمة تقال لكل شخص اصطبغت نظرته للناس والأشياء صبغة خاصة، فكل شيء أمامه خاضع لنظرته، تماما كصاحب الفم المريض المر يجد مذاق كل شيء مرا.
موضع التمثيل: في "من يك ذا فم مر مريض" حيث حذفت نون "يكن" لاستيفائها الشروط.

<<  <  ج: ص:  >  >>