للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتفيد هذه الأفعال شروع الاسم في القيام بالخبر، أي بدء الاسم في إنجاز أمر من الأمور -عملا أو قولا أو إحساسا- مما يدل عليه الخبر تقول: "أنشأ الشاعرُ ينشدُ شعره، وأخذ الجمهورُ يصغي إليه، وهبَّ يصفّقُ له بعد النهاية".

هذا … وقد جاء في شذور الذهب تعليقًا على أفعال هذا الباب قوله: "هلهل، هب" أغرب أفعال الشروع و"طفق" أشهرها، وهي التي وقعت في التنزيل في قول القرآن: ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ (١) وقوله: ﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ﴾ (٢) ا. هـ.

وجاء فيه أيضا: ولا أعرف من ذكر "حرّى" من النحويين غير "ابن مالك" وتوهم "أبو حيان" أنه وهم فيها، وإنما هي "حرى" بالتنوين اسمًا لا فعلا، وأبو حيان هو الواهم، بل ذكرها أصحاب كتب الأفعال من اللغويين.

وأنشدوا عليها شعرا، وهو قول الأعشي:

إن يقلْ هُنَّ من بني عبد شمس … فحرَى أن يكون ذاك وكانا. ا. هـ

ويتلخص مضمون هذا التعليق في أمور ثلاثة:

١ - أن الفعلين "هلهل، هب" فيهما غرابة، ويبدو أن أساس هذه الغرابة هو الاستعمال، فهما غير مستعملين بكثرة في معنى الشروع.


(١) من الآية ٢٢ من سورة الأعراف.
(٢) من الآية ٢٣ من سورة ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>