للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثقيلة، بحيث إذا قدر هذا الأصل ذهنيا -تشديد النون- كانت الجملة من باب النواسخ.

فمثلا قول القرآن: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى﴾ (١) فالحرف "أن" هنا مخفف من الثقيل، وأصله "أن"، إذ يتيح لنا التقدير الذهني أن نقول: إن الأصل "علم أنه سيكون منكم مرضى" وهذه جملة من باب النواسخ ولا مراء، ثم خففت "أنّ" فجاءت الكلمة كما وردت عليه في الآية.

أما إذا لم يصح هذا التقدير، فإن الحروف لا تكون مخففة من غيرها، بل تكون أصيلة في استعمالها، ولا علاقة للجملة معها بباب النواسخ بل يكون الحرف "إن" للشرط، والحرف "أن" مصدري ونصب للمضارع والحرف"لكن" للعطف، أما "كأن" فتكون مكونة من حرفين، إحداهما الكاف والآخر "أنْ".

وخلاصة هذه الفكرة -قبل الحديث عن هذه الحروف- ما يلي:

أ- أنها تكون مخففة من الثقيلة إذا صح تقدير جملة أصلية لها تكون هي مشددة فيها، والجملة من باب النواسخ.

ب- إذا لم يصح هذا التقدير، فإنها تكون أصيلة في شكلها المخفف فلا تكون من باب النواسخ، بل لكل منها أبواب أخرى تنسب إليها كالشرط أو نواصب المضارع أو العطف أو غيرها.

على أنه ينبغي أن نتذكر مرة أخرى أن الحروف الناسخة ذات خاصيتين مع الجملة بعدها هما:

أ- أنها تدخل على الجملة الاسمية لا الفعلية.


(١) من الآية ٢٠ سورة المزمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>