للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لام الابتداء في جملة "إن" المكسورة:

لاحظ الأمثلة الآتية:

إنّ من الحِلْم لقوّة في بعض المواطن.

وإنّ من الحِلْمِ لضعفًا في مواطن أخرى.

فإنّ الحِلْمَ لَهُوَ العفوُ عن مقدرة.

يلاحظ في الأمثلة السابقة وجود لام في كل مثال منها، وذلك مع الكلمات "لقوة، لضعفا، لَهُوَ".

هذه اللام يطلق عليها علماء البلاغة "لام التوكيد" ويسميها النحاة "لام ابتداء، أو: اللام المزحلقة" ولكل من هذه التسميات الثلاث توجيه وجيه.

فهي "لام التوكيد" لأنها تفيد تثبيت الجملة وتقويتها في ذهن السامع وهي تستخدم مع ضرب خاص من ضروب الخبر، حيث يكون السامع منكرا وفي حاجة إلى تثبيت الخبر وتقويته له، وهذا معنى بلاغي سيفيدنا فيما نحن بصدده نحويًّا.

وهي "لام ابتداء" الأصل فيها أن تدخل على المبتدأ، فتأتي حينئذٍ في بداية الكلام، تقول: "لَلْحِلْمُ قوةٌ في بعض المواطن، ولَلتَّجَبُّرُ طغيان في بعضها الآخر"، فالأصل فيها أن تأتي مع المبتدأ مثل كلمة "الحلم" وكذلك كلمة "التَّجَبُّرُ" فإذا جاءت "إنَّ" مع العبارة السابقة، نطقت هكذا "إنَّ الحلمَ لقوةٌ في بعض المواطن وإنّ التّجبرَ لطغيانٌ في بعضها الآخر" وهذا يفسر السر في تسميتها "لام الابتداء" باعتبارها في الأصل كانت في المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>