للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى ذلك أن الصفات التي ترد عليها جملتها هي غالبا الصفات التي سبقت في جملة "أنْ" المخففة، وتوضيحها كما يلي:

أ- أن يكون اسمها ضمير الشأن محذوفا.

ب- أن خبرها يكون أيضا جملة اسمية أو فعلية، فإذا جاء من النوع الأخير -الفعلية- تصدر الجملة أحد الحرفين "قد، لم".

- جاء في القرآن: ﴿فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ﴾ (١).

هذا هو الأصل في الحرف "كأنْ" المخفف من "كأنَّ" لكن خرج عن هذا الأصل بعض شواهد ورد فيها الاسم مذكورًا، والخبر مفردا لا جملة، ومن أشهرها ما أنشده سيبويه من قول الشاعر:

ويومًا تُوَافِينَا بوجهٍ مُقَسَّمِ … كأنْ ظبية تَعْطُو إلى وَارِقِ السَّلَم (٢)

فقد رويت كلمة "ظبية" في هذا البيت بروايات ثلاث:

الأولى: بنصب "ظبيةً" على أنها اسم "كأن" والخبر محذوف وكلمة "ظبية" قد ذكرت في الكلام، فهي ليست ضمير شأن، وهذا خارج عن الأصل.


(١) من الآية ٢٤ سورة يونس.
(٢) بوجه مقسم: وجه وسيم جميل، تعطو: تمد عنقها، وارق السلم: شجر السلم المورق.
يقول: إنها تأتينا بوجه جميل وعنق طويل، كأنها ظبية تمد عنقها لتأكل ورق السلم.
الشاهد: رويت كلمة "ظبية" بروايات ثلاث، وهي موجهة بعد ذكر البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>