للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: في إحدى الصورتين يكون الاسم مرفوعًا والخبر منصوبًا، وفي الأخرى يكون الأمر بالعكس.

ثانيا: في صورة "لا" التي يرفع بعدها الاسم وينصب الخبر قد تفيد الجملة "نفي الجنس" أي نفي الخبر عن الاسم نفيًا شاملا، كقولنا: "لا شيءٌ على الأرض باقيا"، وقد تفيد ما يسمى "نفي الوحدة" أي النفي القاصر على فرد أو مجموعة واحدة، دون أن يشمل ذلك النفي أفرادًا أخر أو مجموعات أخر، كقولنا: "لا كفٌّ واحدة مصفقةٌ" أو قولنا "من حسن الحظ أنه لا دولةٌ حائزةً للذرّة وحدها" والذي يحدد واحدا من هذين سياق الكلام.

أما في صورة "لا" التي ينصب معها الاسم ويرفع الخبر فإنها تفيد نفي الجنس فقط، ولا تحتمل غير ذلك، فإذا قلنا "لا شيئًا على الأرض باقٍ" نفت بقاء أي شيء على الأرض، ولا يحتمل أسلوبها غير ذلك.

فالفرق في المعنى باختصار: أن "لا" التي يرفع معها الاسم وينصب الخبر تحتمل نفي الجنس ونفي الوحدة، والذي يحدد أحدهما أسلوب الكلام، أما "لا" التي ينصب بعدها الاسم ويرفع الخبر فلا تفيد إلا نفي الجنس فقط، ولا تستعمل في غير هذا الأسلوب.

جاء في ابن عقيل عن "لا: النافية للجنس" نصًّا: والمراد بها "لا" التي قصد بها التنصيص على استغراق النفي للجنس كله، وإنما قلت: "التنصيص" احترازا عن التي يقع الاسم بعدها مرفوعا، نحو "لا رجل قائما" فإنها ليست نصا في نفي الجنس، إذ يحتمل نفي الواحد ونفي الجنس

<<  <  ج: ص:  >  >>