للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - تَخِذَ: بفتح التاء وكسر الخاء، وبذلك قرئت الآية: ﴿قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ (١).

٥ - رَدَّ: بمعنى "حوّل" كما رُوِيَ من قول عبد الله بن الزبير:

رَمَى الحِدْثانُ نسوةَ آلِ حربٍ … بمقْدارٍ سَمَدْنَ له سُمُودَا

فردَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بيضًا … ورَدَّ وجوهَهنَّ البيضَ سودَا (٢)

٦ - تَرَكَ: بمعنى "صيَّر" والمقصود بذلك أنه صار على صفة الخبر، ثم ترك بعد ذلك وصرف النظر عنه.

كقول أحد بني مرة يعتب على ابنه العاقّ:

وربّيْتُهُ حتى إذا ما تركتُه … أخا القومِ واستغْنى عن المسْحِ شاربُه

فلما رآني أُبصرُ الشخصَ أشخُصًا … قريبا وذا الشَّخصَ البعيدَ أقارِبُه

تغمَّط حقي باطلًا ولَوَى يدي … لَوَى يدَهُ اللهُ الذي هو غالبُه (٣)


(١) من الآية ٧٧ سورة الكهف.
(٢) الحدثان بكسر الحاء وسكون الدال: نوازل الدهر ونوائبه، المقدار: حادث القدر غير المنتظر، سمدن: وقفن متحيرات حزينات.
الشاهد: في البيت الأخير كله، حيث استعملت "رد" من أفعال التصيير والتحويل، فنصبت في كلتا الشطرتين مفعولين.
(٣) استغنى عن المسح شاربه، المقصود: أنه شب وقام بشئونه وحده، أبصر الشخص أشخصًا: كناية عن ضعف البصر، وأيضًا "ذا الشخص البعيد أقاربه"، فهو لا يرى البعيد إلا بالقرب منه، ويرى القريب مهتزا أمام عينيه فكأنه كثير، تغمط حقي: أضاعه واحتقره يقول: ربيته حتى استغنى بنفسه، وصار له شأن بين قومه، فلما كبرت وضعف بصري، أضاع حقي، وأهانني، ومنه لله!! والله قوي يعاقبه على عقوقه وجهله.
الشاهد: قوله "تركته أخا القوم" فإن الفعل "ترك" بمعنى "صير" ينصب مفعولين، أولهما "ضمير الغائب" وثانيهما "أخا القوم".

<<  <  ج: ص:  >  >>