للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن هذا التعريف المركز يمكن أن توصف الجملة التي فيها الفاعل بالصفات التالية:

أ- أن الفاعل يكون اسما صريحا سواء أكان ظاهرا أم مضمرا، تقول: "أوحى الله الرسالةَ للنبيين فبلّغوا للبشر ما سمعوه" وقد يكون اسمًا مؤولًا بالصريح، والحروف التي تؤول بالصريح هنا ثلاثة هي "أن، أن، ما" تقول: "ساءني أنَّك مريض وسرَّني أنْ شُفِيتَ إذ أبْهَجَنَا ما نجوتَ من الخطر".

ب- أن يكون عامله فعلا أو شبه الفعل "اسم فاعل، أمثلة مبالغة، صفة مشبهة، اسم التفضيل، إلخ" تقول: "الشر نادِمٌ فاعلُه" أو "الفسادُ نمَّامٌ ناقِلُه".

ج- أن يقوم الفاعل بالفعل ويعمله، فيقع منه، أي يفعله حقيقة، مثل: "صنعْتُ المعروفَ وتناسيتُ صنعَه" أو ينسب الفعل للفاعل دون أن يعمله مثل: "انتصرَ الحقُّ، وانهزم الباطلُ" ومثل: "تحطمت الطائرةُ، واصطدمت بالأرض" فليس معنى أنه "فاعل" أنه قام بالعمل فعلا، بل قد يقوم به، وقد ينسب إليه، كما هو واضح في الأمثلة.

الفاعل وعامله من حيث الذكر والحذف:

يقصد بعامل الفاعل -لدى النحاة- ما رفع به الفاعل، سواء أكان فعلا أم شبه فعل، والأصل -كما سبق- ألا يحذف شيء من الكلام العربي بل يكون الكلام كله مذكورا، فلا يقدر شيء على ما هو مذكور فعلا، لكن من منهج النحاة الحذف، فما هو الرأي في حذف كل من العامل والفاعل؟

أولا: حذف العامل

لاحظ المحادثة التالية:

- هل لبّى الأصدقاءُ دعوتَك لهم؟

<<  <  ج: ص:  >  >>