للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن، يصبح هذا التوسط أمرًا ضروريًّا في مسألتين:

الأولى: أن يتصل الفاعل بضمير يعود على المفعول.

لاحظ الأمثلة التالية:

أحبَّ الوطنَ أهلُه.

إذ يتعشقُ الأرضَ فلّاحوها.

ويحبُّ المصانعَ عمالُها.

ففي الأمثلة يجب أن يتأخر الفاعل عن المفعول، ولا يصح تقدمه.

- قال القرآن: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾ (١).

- وقال: ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ﴾ (٢).

فالترتيب في هذه الصورة يكون هكذا: الفعل + المفعول + الفاعل ولم ترد على الأصل إلا لغة الشعر، ومن ذلك قول سليط بن سعد

جزَى بنوه أبا الغَيْلانِ عن كِبَرٍ … وحسْنِ فعلٍ كما يُجْزَى سِنِمَّارُ (٣)

الثانية: أن يكون الفاعل محصورا بطريقتَيْ "إنَّما، إلّا".


(١) من الآية ١٢٤ سورة البقرة.
(٢) من الآية ٥٢ سورة غافر.
(٣) أبا الغيلان: كنية رجل، سنمار: يقال: إنه رجل رومي بنى قصرا لملك الحيرة، فلما فرغ من بنائه ألقاه الملك من أعلى القصر فمات، لئلا يبني مثله لغيره، ويضرب بذلك المثل في سوء الجزاء.
الشاهد: في "جزى بنوه أبا الغيلان" إذ كان الواجب أن يكون الترتيب في هذه الجملة هكذا "جزى أبا الغيلان بنوه" لاتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول، لكنه جاء في البيت على الأصل توسعا في لغة الشعر، وفي الشطر الثاني "ما جفا قط إلا جبأ بطلا" مثل الشطر الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>