للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجتُ بهَا أمشي تَجُرُّ وراءنا … على أثرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطِ مرحل (١)

وهنا أيضا لا حاجة إلى ترتيب الأحوال المتعددة.

ج- ألا يكون هناك دليل يوجه الأحوال المتعددة لأصحابها، وحينئذٍ لا بد من الترتيب التالي:

تعتبر الحال الأولى للثاني والثانية للأول، وهكذا .. وهذا غريب؟!

ومن أمثلة النحو "لقيتُهُ مُصْعِدًا مُنْحَدِرًا" فكلمة "مصعدا" حال من ضمير الغائب، وكلمة "منحدرا" حال من ضمير المتكلم.

والذي أراه، إن لم يجانبني الصواب، أنه يجب هنا أن ترتب الحال ترتيبا على الأصل، بحيث تكون الأولى لصاحبها الأول، والثانية للثاني وهكذا؛ لأن ذلك هو الذي يتجه إليه الذهن حين النطق، فلِمَ نعكس الأمر بهذه الصورة الغريبة!! فإذا قلنا: "عامل الصديقُ صديقَه وَدُودا مخلصًا" كانت "ودودا" للأول "الصديق" وكانت "مخلصا" للثاني "صديقه" ولا داعي لعكس الموضوع.

وخلاصة هذا الموضوع كله: أن الحال المتعددة لمفرد أو المتعددة لمتعدد مع وجود الدليل المعنوي أو اللفظي لنسبتها لمن هي له لا يلزم فيها ترتيب.

وأما إذا تعددت لمتعدد بلا دليل، فإنها -في رأيي- يجب ترتيبها على الأصل.


(١) المرط، بكسر الميم وسكون الراء: ثوب المرأة، مرحل: مخطط.
الشاهد: في "خرجت بها أمشي تجر وراءنا" هنا حالان جملتان: الأولى "أمشي" والثانية "تجر وراءنا" ومن البيّن أن صاحب الحال الأولى هو ضمير المتكلم في "خرجت" وأن صاحب الثانية هو ضمير الغائبة في "بها" يدل على ذلك التذكير والتأنيث والتكلم والغيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>