للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيفَ يَحْلُو من القويِّ التَّشَفِّي … في ضعيفٍ ألقى إليه القيادا (١)

الثاني: يحب تأخر الحال في مواضع، أهمها أن يكون العامل "فعل تعجب، اسم تفضيل، اسم فعل، عامل معنوي" كما يلاحظ في الأمثلة التالية:

ما أجْمَلَ القمرَ في ليالي الرّيف مشرقًا.

هواءُ الرّيف أنفعُ الأشياءِ نقيًّا.

فتلك هِبَاتُ الطبيعةِ لنا سخيَّةً.

الثالثة: حذف عامل الحال.

الأصل -كما سبق غير مرة- ألا يحذف من الكلام العربي شيء، وأن تكون كل أجزائه مذكورة، لكن في صناعة النحو صحة الحذف، ومن الأشياء التي تحذف أحيانا من جملة الحال عامل الحال، كما يلاحظ في النصوص التالية:

- قول القرآن: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ، بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ (٢).

- قول العرب للقادم من الحج: "راشدًا مأجورًا".

- قول العرب في التوبيخ: "أتميميًّا مرة وقيسيًّا أخرى".

- قولنا بعد الطعام والشراب: "هنيئا لك".


(١) من قصيدة حافظ إبراهيم في "مأساة دنشواي" وقد سيق البيت للتمثيل به.
موضع التمثيل "كيف يحلو من القوي التشفي" فإن كلمة "كيف" اسم استفهام في محل نصب حال، ويجب تقديمه على عامله؛ لأن له صدارة الكلام.
(٢) الآيتان ٣، ٤ من سورة القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>