للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- سُمِعَ أحد الهذليّين يتحدث عن بعض اللصوص بقوله: "أخرجها متى كُمِّهِ" بمعنى "أخرجها من كُمِّه".

- من شعر أبي ذؤيب الهذلي يصف السحاب:

شَرِبْنَ بماء البحر ثم ترفّعتْ … مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لهنّ نَئِيجُ (١)

وأما "لَعَلَّ" فالمشهور عنها أنها حرف يفيد الترجي من أخوات "إن" تنصب المبتدأ وترفع الخبر، واستعمالها حرف جر لغة قبيلة "عُقَيْل" ويسوق لها النحاة شاهدين أحدهما بيت شعري قبيح لا داعي لذكره، والآخر في قول كعب بن سعد يرثي أخاه أبا المغوار:

ودَاعٍ دَعَا يا مَنْ يُجِيبُ إلى النَّدى … فلم يستجبْه عند ذاك مُجيبُ

فقلتُ ادع أخرى وارفع الصوتَ جَهْرَةً … لعلّ أبِي المغوارِ منكَ قريبُ (٢)


(١) شربن بماء البحر: حملت السحب ماء البحر، ترفعت: علت، لجج: جمع "لجة" وهي المياه الكثيفة، لهن نئيج: صوت مرتفع.
المعنى: لقد حملت السحب ماء كثيفا من مياه كثيفة، لجج خضراء ذات صوت عالٍ شديد.
الشاهد: في قول أبي ذؤيب "متى لجج" إذ استعمل "متى" حرف جر بلغة قبيلته، لكن لم يقدر لهذا الاستعمال الذيوع والانتشار.
(٢) الندى: الكرم، لم يستجبه: لم يجبه.
يقول: لقد كان أبو المغوار كريما ولا كريم غيره، فإذا دعا الداعي إلى الكرم فهو المجيب لا سواه.
الشاهد: في "لعل أبي المغوار" فقد جاءت في هذا البيت حرف جر، فجرت الاسم بعدها "أبي المغوار".
إعراب "لعل أبي المغوار منك قريب" جاء في ابن عقيل: "لعل": حرف جر زائد، "أبي المغوار" مبتدأ مرفوع بالواو منع من ظهورها الياء التي جاءت من أجل حرف الجر الزائد، "قريب": خبر المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>