للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الثاني: ما يجر الأسماء الظاهرة فقط، وهو يشمل بقية الحروف "حتى، الكاف، الواو، التاء، كَيْ، مُذْ، مُنْذُ، رُبَّ".

لكن ينبغي ألا يتبادر إلى الأذهان أن هذه الحروف الثمانية تدخل على كل الأسماء الظاهرة فتجرها، إنها تتفق فقط في دخولها على الأسماء الظاهرة ورفض الأسماء المضمرة، أما ما يدخل عليه كل منهما من الأسماء الظاهرة فهو على التفصيل التالي:

١ - "حتى، الكاف، الواو" تدخل على كل الأسماء الظاهرة:

ومن أمثلة ذلك في القرآن: ﴿سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ (١)، و: ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ (٢)، و: ﴿وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ (٣)، ومن البيّن أن الواو معناها القسم.

وينبغي التنبه إلى أن "حتى" تكون حرف جر مثل "إلى" في المعنى والعمل بشرطين:

أ- أن يكون المجرور بها ظاهرا لا مضمرا.

ب- أن يكون نهاية لما قبله، آخرًا له أو متصلا بالآخر.

كقولنا "سنجاهد حتى الرّمقِ الأخير، وسنحرّر أرضنا حتى آخرِ شبرٍ فيها".

٢ - "التاء" هذا الحرف يجر لفظين فقط من الأسماء الظاهرة هما:

أ- لفظ الجلالة "الله" مثل: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ﴾ (٤).

ب- كلمة "رب" مضافة إلى "الكعبة أو ياء المتكلم" مثل قول العرب: "تَرَبِّ الكعبة" و"تَرَبِّي لأفعلنَّ كذا".

ومن البيّن أن التاء مع هذين اللفظين تفيد أيضا معنى القسم.


(١) الآية ٥ سورة القدر.
(٢) من الآية ٣٥ سورة النور.
(٣) أول سورة الفجر.
(٤) من الآية ٥٧ سورة الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>