للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيننا لم يحدث لقاء"، حينئذٍ تعرب الكلمتان -على الرأي المشهور- مبتدأ والاسم المرفوع بعدهما خبر.

ب- أن يقع بعدهما جملة تامة -اسمية أو فعلية- فتقول: "أحببتُ الجامعةَ مُذْ أنا طالبٌ فيها، واحترمتُ تقاليدَها منذُ انتسبتُ إليها" حينئذٍ تعرب الكلمتان ظرف زمان مبنيًّا في محل نصب.

ومن شواهد دخولهما على الجملة ما يلي:

- قول الأعشى:

وما زلتُ أبْغي المالَ مُذْ أنا يَافعٌ … وَليدًا وكَهْلًا حين شِبْتُ وأمْرَدَا (١)

فكلمة "مذ" في البيت جاء بعدها جملة اسمية هي "أنا يافع" فتعرب ظرفا.

٥ - رُبَّ:

ومعناها التقليل أو التكثير بحسب ما يدل عليه سياق الكلام، ولا تجر إلا النكرات، تقول "رُبَّ صَمْتٍ خيرٌ من كَلام" أو "رُبَّ صُدْفَةٍ خيرٌ من ألفِ ميعاد".

هذا، وربما دخلت "رُبَّ" على ضمير الغيبة المفرد المذكر ويأتي بعد ذلك تمييز منصوب يفسر الضمير، كقولنا "لا تحتقِرْ أحدًا فَرُبَّهُ


(١) اليافع: هو الشاب حول العشرين، الوليد: الصبي، الكهل: في أحسن الآراء ما جاوز الأربعين، الأمرد: الذي لا شعر في وجهه.
المعنى: لقد طلبت المال صبيا وشابا وكهلا، ومعلوم أن الأعشى كان ممن يتكسبون بشعرهم.
الشاهد: في "مذ أنا يافع" حيث جاء بعد "مذ" جملة اسمية، فتعرب هي ظرف زمان في محل نصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>