للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ﴾ (١).

ثانيا: تزاد "ما" بعد الحرفين "رُبَّ، الكاف" فتكفهما عن جر ما بعدهما، كما يزول اختصاصهما بالاسم المفرد، فيدخلان على الجملة الاسمية والفعلية، ومن شواهد ذلك:

- قول القرآن ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ (٢).

- قول رؤبة رجزا:

لا تَشْتُم النَّاس كمَا لَا تُشْتَمُ (٣)

هذا هو الأصل في هذين الحرفين، لكن ورد على غير الأصل معهما بعض الشواهد التي جاءت "ما" فيها زائدة بعدهما، وبقي لهما اختصاصهما وهذا قليل في اللغة، ومنه قول عمرو بن براقة الهمداني:

وننصرُ مولانَا ونعلمُ أنه … كما النّاسِ مجرومٌ عليه وجارِمُ (٤)


(١) من الآية ١٣ سورة المائدة.
(٢) من الآية ٢ سورة الحجر.
(٣) الشاهد: في "كما لا تشتم" حيث دخلت "ما" على الكاف فكفتها عن العمل، ودخلت على الجملة الفعلية بعدها "لا تشتم".
(٤) المولى: في أحد معانيه: الحليف، مجروم عليه وجارم: مجني عليه وجان.
يقول -وهو أحد الصعاليك- إننا ننصر من نحالفه ظالما أو مظلوما، فهو أحد الناس، وهذا هو شأن الناس.
الشاهد: في "كما الناس" حيث دخلت "ما" على الكاف، فبقيت لها خواصها، إذ جاء بعدها الاسم المجرور بها "الناس" وهذا قليل في اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>