هذا، وقد استدرك النحاة على هذا الأمر الأخير -حذف الألف واللام من المضاف- صورتين من الإضافة اللفظية يصح فيهما بقاء الألف واللام مع المضاف حين الإضافة وهما:
الأولى: أن يكون المضاف وصفا وهو مثنى أو جمع مذكر سالم، فلك أن تقول في "الشاهدان، المقترفان" حين الإضافة "الشاهدا الزُّورِ هما المقترفا الكبيرةِ" ولك أن تقول في "المرتفعون، المنحنون" حين الإضافة "من الناس المرتَفِعُو رؤوسٍ مظهرًا وهم أذلاء، ومنهم المنْحَنُو ظهورٍ عَمَلًا وهم شرفاء" ببقاء الألف واللام في المضاف في كل الكلمات السابقة ومن ذلك قول عنترة:
ولقد خشِيتُ بأنْ أموتَ ولم تَدُرْ … للحربِ دائرةٌ على ابْنَيْ ضَمْضَمِ
الشاتِمِي عِرْضِي ولمْ أشتُمْهما … والناذِرَيْن إذا لم القَهُما دمي (١)
الثانية: أن يكون المضاف وصفا غير ذلك، لكن في المضاف إليه الألف واللام، كقولك:"المضبوطُ الموعدِ، المُحْكِمُ الخطةِ، المتوقِّدُ الذكاء، الطيبُ القلبِ، النَّاعمُ الشعرِ" أو أن الألف واللام في المضاف إلى المضاف إليه، كما تقول في الأمثلة السابقة "المضبوط تحديدِ الموعدِ، المُحْكِمُ رَسْمِ الخُطَّةِ، المتوقدُ شعلةِ الذَّكاءِ، الطيبُ سريرةِ القلبِ، الناعمُ ملمسِ الشعرِ" فقد بقيت الألف واللام في المضاف في كل تلك الأمثلة وهي الكلمات "المضبوط، المحكم، المتوقد، الطيب، الناعم" على التوالي.
(١) الشاهد: في البيت الثاني "الشاتمي عرضي" فإن المضاف "الشاتمي" وصف مثنى وجاء بالألف واللام.