للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن النصائح المفيدة "اذهبْ إلى الريف حيثُ الحياةُ طلقةٌ صافيةٌ مبهجةٌ".

وهذا هو الأصل، لكن وردت بعض الشواهد في اللغة على غير هذا الأصل، إذ أضيفت فيها "حيث" إلى المفرد إلى الجملة، وهذه الشواهد تُحمَل على أنها لغة الشعر الخاصة، ومن ذلك:

- قول الراجز:

أما تَرَى حيثُ سهَيْلٍ طَالِعَا … نجمًا يضيءُ كالشِّهابِ لَامِعَا (١)

- قول الآخر:

ونطْعَنُهم حيثُ الكُلَى بعدَ ضربِهم … ببيض المَوَاضي حيثُ ليِّ العَمَائِمِ (٢)

ب- كلمة "إذ" وهي اسم زمان للماضي مبني على السكون، وتضاف أيضا لكل من الجملتين الاسمية والفعلية، كقولك: "فرحتُ إذْ نجحت وإذ أصدقائي ناجحون أيضا".

وهنا ينبغي التنبه إلى فكرة مفيدة هي: أن كلمة "إذْ" ساكنة غير منونة فإذا نونت استغني عن الجملة التي تضاف إليها بالتنوين الذي يطلق عليه "تنوين


(١) سهيل: نجم معين، الشهاب: الشعلة.
الشاهد: في "حيث سهيل" حيث أضيفت "حيث" إلى كلمة "سهيل" لا إلى جملة، وهذه لغة الشعر الخاصة، إذ المفروض أن تضاف إلى جملة.
(٢) الكلى: جمع كلية وهي معروفة، والمقصود بالطعن حيث الكلى: الطعن في الصدور والحشا، ببيض المواضي: بالسيوف القاطعة، حيث لي العمائم: حيث لف العمائم، ومكانه الرأس.
يقول: إن طعننا بالرماح وضربنا بالسيوف كلاهما قاتل، فنحن نطعن في الصدور ونضرب على الرءوس.
الشاهد: "حيث الكلى" في الشطر الأول، وأيضا "حيث ليّ العمائم" في الشطر الثاني وقد أضيفت "حيث" فيهما إلى كلمة لا إلى جملة وهذه لغة الشعر الخاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>