للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- أن يأتي في آخره ألف ونون زائدتان أو ياء ونون زائدتان وهذه الزيادة هي التي أفادت التثنية، وأغنت عن إطالة الكلام بالمفردات المتعاطفة.

والمثنى يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها، ففي المثال "نزل الفريقان أرض الملعب" كلمة "الفريقان" فاعل مرفوع بالألف، وفي المثال "لعبا الشوطين بجهد وافر" كلمة "الشوطين" ظرف زمان منصوب بالياء، وفي المثال الأخير "فاز فريقنا بهدفين" كلمة "هدفين" مجرورة بالياء.

هذا هو الأصل في إعراب المثنى، وهو اللغة الفصحى المشهورة التي ينبغي لنا اتباع نهجها والنطق على أساسها.

لكن ينبغي أن نتذكر هنا مرة أخرى ما سبق من أن النحاة جمعوا اللغة من قبائل متعددة، ومما نقلوه أن بعض القبائل تنطق المثنى بالألف دائما رفعًا ونصبًا وجرًّا، وروي من ذلك الشواهد الآتية:

- قول المتلمس:

فأطْرَقَ إطراقَ الشُّجاع ولو رأى … مسَاغًا لنَابَاهُ الشُّجاعُ لصَمَّما (١)


(١) الشجاع: في أحد معانيه: ذكر الحيات، المساغ: المدخل السهل، صمم -كما يقول القاموس- من معانيها: عض الناب.
ومعنى البيت: أن الشخص الذي يتحدث عنه صبر على مضض ولو وجد وسيلة يهاجم منها عدوه لسلكها، فهو كالحية الذكر في إطراقها وصبرها على من تهاجمه ولو وجدت مدخلا لمهاجمته لعضته بنابها.
والشاهد في البيت: قوله: "لناباه" في الشطر الثاني، فإن "النابان" مثنى وهي مجرورة باللام، ومع ذلك لزمت الألف على اللغة التي تلزمه الألف دائما.

<<  <  ج: ص:  >  >>