للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ب- يراعى جانب الاسم المرفوع به اللاحق في الأمور الخمسة الباقية وهي الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، فيعامل النعت حينئذٍ باعتباره عاملا رفع الاسم الظاهر بعده "راجع باب الفاعل" فيبقى دائما مفردا فلا يثنى أو يجمع -كما هو شأن الفعل مع الفاعل في اللغة الفصحى- ويذكر أو يؤنث بحسب التفصيل الذي مر في باب الفاعل، فلنطبق ذلك على ما يلي:

- قول القرآن: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا﴾ (١).

- قول الشاعر:

لَحَا اللهُ وَفْدَيْنَا وما ارتَحَلَا بِهِ … من السَّوْءَةِ البَاقِي عليهم وَبَالُها (٢)

هذا: وقد وضع النحاة علامة يمكن بواسطتها التفريق بين الصورتين السابقتين للنعت قالوا:

النعت الحقيقي: ما رفع ضميرا مستترا يعود إلى المنعوت، نحو "جاء محمد العاقل".


(١) من الآية ٧٥ من سورة "النساء".
(٢) لحا الله: جاء في القاموس "لحاه يلحوه" شتمه، وهذه الجملة تستعمل في الدعاء على المخاطب بالسب واللعن، السوءة: النقيصة والخزي، وبالها هلاكها.
المعنى: إن لنا وفدين يستحقان السب والشتم، فقد ارتحلا بالعار الذي بقيت بعدهما آثاره وشناره.
الشاهد: في "من السوءة الباقي عليهم وبالها" فإن "الباقي" نعت سببي ومتبوعه "السوءة" والمرفوع به "وبالها" وقد روعي المتبوع في الإعراب، فهو مجرور مثله، وفي التعريف، فكلاهما فيه "أل" وروعي في وجوه التطابق الباقية المرفوع باعتباره فاعلا له، فبقي النعت مفردا ومذكرا؛ لأن المرفوع يقتضيه كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>