للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ- أن يكون المؤكَّد النكرة دالا على زمن محدود، بمعنى أنه موضوع لمدة لها ابتداء وانتهاء، مثل: "أسبوع، شهر، حول، سنة، عام، يوم".

ب- أن يكون التوكيد لفظ "كلّ، جميع" فقط.

وقد استند هذا الرأي الأخير على ورود ذلك في الشعر والنثر الفصيح ومن ذلك:

- قول عبد الله بن مسلم:

لكنه شَاقَهُ أنْ قِيلَ ذا رَجَبُ … يا ليتَ عِدَّةَ حَوْلٍ كلِّه رَجَبُ (١)

- قول عائشة عن رسول الله "ما صَامَ رسولُ الله شهرًا كلَّه إلّا رمضانَ".

ولورود ذلك في الشعر والنثر قَبِلَهُ من يُعتدّ بهم من النحاة بالصفتين السابقتين.

يقول ابن مالك:

وإنْ يُفِدْ تَوْكيدُ منْكورٍ قُبِلْ … وعن نُحاةِ البَصرة المنْعُ شَمِلْ

ويقول ابن هشام أيضا: وإذا لم يفد توكيد النكرة، لم يجز باتفاق وإن أفاد جاز عند الكوفيين، وهو الصحيح. ا. هـ.


(١) شاقه: بعث الشوق في نفسه، فغمره السرور والفرح، ويبدو أنه كان يلاقي حبيبته في ذلك الشهر، لذلك تمنى أن يكون هذا الشهر مستغرقا العام كله، مجرد أمنية!!.
الشاهد: في "يا ليت عدة حول كله" حيث أكدت النكرة "حول" لأنها زمان محدود، ولأن لفظ التوكيد هو "كل" فالبيت مؤيد لمن أجازوا توكيد النكرة بالشرطين السابقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>