للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول عمر بن أبي ربيعة:

غضبتْ أن نظرتُ نحو نساءٍ … ليس يعرفْنَنِي مَرَرْنَ الطريقَا (١)

هذا، ويقول النحاة عن النوعين السابقين بأن ذلك سماعي لا يقاس عليه، والحق أنه لا حاجة لهذا التضييق والتوقف على ما ورد عن العرب؛ لأن حاجة الناثر للتوسع وحاجة الشاعر للغته الخاصة لا تتوقف على عصر دون عصر، ولا قائل دون آخر، فالأحسن -إن لم يجانبني الصواب- أن يباح ذلك لأصحاب الحاجة إليه نثرا أو شعرا.

ثالثا: يطّرد ترك حرف الجر مع الحروف المصدرية الثلاثة "أنْ، أنَّ، كي" تقول: "تألمتُ أنْ أصبتَ وفرحتُ أنَّك نجوتَ، وجئت كي أهنئَك".

ومن ذلك:

- قول القرآن: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (٢).

- قول الفرزدق:

وما زرتُ ليلى أن تكونَ حبيبةً … إليَّ ولا دينٍ بها أنا طَالِبُه (٣)


(١) الشاهد: في "مررن الطريقا" فإن كلمة "الطريق" منصوبة على نزع الخافض وأصل الكلام "مررن في الطريق" فحذف الجار وأوصل الفعل، وهذه لغة الشعر.
(٢) من الآية ٦٣ سورة الأعراف.
(٣) يقول: ما زرت ليلى لحب ولا دين لي عندها، كانت زيارتي بريئة مجرد زيارة!
الشاهد: في قوله: "أن تكون حبيبة" فإن "أن والفعل" مؤولان بمصدر مجرور بالخافض المحذوف، والتقدير "لكونها حبيبة" بدليل أنه عطف بالجر في قوله "ولا دين" فهو عطف على المصدر المؤول المجرور تقديرا، والمنصوب على نزع الحافض.

<<  <  ج: ص:  >  >>