للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - بقاء النونين على أصلهما، فينطق بهما معا -كما هو واضح في الأمثلة السابقة- وكما جاء في القرآن: ﴿أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي﴾ (١)، وقوله: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ﴾ (٢).

٢ - إسكان النون الأولى -نون الرفع- وإدغامها في الثانية، فتصير نونًا مشددة، كما لو نطقنا الأمثلة السابقة "تتذكرانِّي، تزورانِّي، تؤسونِّي، تسعدونِّي" وقد قرئت بذلك الآية: ﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ﴾ (٣).

٣ - أن تحذف النون الأولى تخفيفا للنطق، كما لو نطقنا الأمثلة السابقة: "تتذكرانِي، تزورانِي، تؤسونِي، تسعدونِي" وحينئذٍ يكون الفعل مرفوعا بالنون المحذوفة تخفيفا.

الثانية: حذف نون الرفع لضرورة الشعر

المعلوم -كما سبق- أن مجال الشعر ضيق لتقيد الشاعر بالوزن والتفاعيل المعدودة، والقافية اللازمة، ولذلك فإنه يباح للشاعر ما لا يباح للناثر، ومما يباح له أحيانًا حذف نون الرفع في الأفعال الخمسة إذا اضطر إلى ذلك، وقد ورد ذلك في شعر الفصحاء من شعراء الجاهلية والإسلام، ومن ذلك:


(١) من الآية ١٧ من سورة الأحقاف.
(٢) من الآية ٥ من سورة الصف.
(٣) الآية ٥٤ من سورة الزمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>