للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولا: أن البناء يقصد به شكل آخر الكلمة فقط، فهو في كلمة "أنتَ" الفتحة، وفي كلمة "الذي" السكون، وفي كلمة "كانَ" الفتحة، ولا شأن للبناء ببقية حروف الكلمة أو شكلها، فهو خاصية تتجه إلى آخر الكلمة فقط.

ثانيا: أن البناء لا يتحقق إلا في جملة واحدة -تماما كالإعراب- فالكلمة المفردة لا يمكن الحكم عليها إن كانت متغيرة معربة أو لازمة الشكل مبنية إلا بتصور دخولها في "كلام" -كما سبق تحديده- فإذا دخلت جملة مفيدة ولم يتغير آخرها من كلام لآخر، فهي مبنية، وإلا فهي معربة.

ثالثا: يفهم من ذلك بداهة أن الكلمة المبنية هي التي لا يتغير آخرها من جملة لأخرى مهما كانت الوظائف النحوية التي تجيء لها، ولنأخذ نموذجا لذلك كلمة "هؤلاء" اسم الإشارة لجماعة الذكور والإناث، فهي كلمة مبنية، يدل على ذلك وضعها في الجمل الآتية:

- قول القرآن: ﴿هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ (١).

- قول القرآن: ﴿إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ﴾ (٢).

- قول القرآن عن المنافقين: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ﴾ (٣).

فالكلمة في الآية الأولى مبتدأ ولزمت الكسر، وفي الآية الثانية اسم "إن" ولزمت أيضا الكسر، وفي الآية الثالثة مجرورة بالحرف "إلى" ولزمت الكسر أيضًا، فهذه كلمة مبنية لا يتغير شكلها في الجمل المختلفة.


(١) من الآية ٨٧ من سورة هود.
(٢) من الآية ٢٧ من سورة الإنسان.
(٣) من الآية ٤١ من سورة النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>