للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأرسل الله على الأحزاب جندًا من الريح تقوض خيامهم، وَلَا تدع لهم قَدْرًا إلا كفأته، وَلَا طنبًا إلا قلعته، وَلَا يقر لهم قرار، وجند الله من الملائكة يزلزلونهم ويلقون فِي قلوبهم الرعب والخوف (١).

قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يأيها الَّذِين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودًا لَمْ تروها وكَانَ الله بما تعلمون بصيرا * إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك آبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا} (٢).

٥٠٣ - ٨ - دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم حنين، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في حديثه عن قتال النبي- صلى الله عليه وسلم فِي غزوة حنين قَالَ: «فَلَمَّا غَشَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنَ الأَرْضِ ثُمَّ اسْتَقْبَل بِهِ وُجُوهَهُمْ فقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» (٣) فَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْهُمُ إِنْسَانًا إِلَّا مَلأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، فَهَزَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ» (٤).


(١) زاد المعاد (٣/ ٢٧٤).
(٢) سورة الأحزاب، الآيات: ٩ - ١١
(٣) شاهت الوجوه: أي فبحت. [النهاية (٢/ ٥١١)].
(٤) أخرجه مسلم في ٣٢ - ك الجهاد والسير، ٢٨ - ب في غزوة حنين، (١٧٧٧ - ٣/ ١٤٠٢)، مطولًا.
وابن حبان (١٤/ ٤٥١/ ٦٥٢٠). والروباني (١١٥٠). والبيهقي في الدلائل (٥/ ١٤٠).
- وقد جاءت قصة ما جري في غزوة حنين من حديث العباس بن عبد المطلب، وأبي عبد الرحمن القهري، وغيرهم.
(أ) أما حديث العباس فالشاهد منه قوله: «ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمي بهن وجوه الكفار، ثم قال: «اتهزموا ورب محمد». قال: فذهبت أنظر فإذا القتال عل هيئته فيما أري، قال: فو الله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أري حدهم كليلًا، وأمرهم مدبرًا» وفي رواية» انهزموا=

<<  <  ج: ص:  >  >>