للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن القيم رحمه الله تَعَالَى: وَقَدْ جربت أنا وغيري مِن الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة واستشفيت بِهِ مِن عدة أمراض فبرأت (١) بإذن الله (٢).

[المبحث الثامن عشر: علاج أمراض القلوب]

[القلوب ثلاثة]

١ - قلب سليم: وهو الَّذِي لَا ينجو يوم القيامة إِلَاّ مِن أتى الله به، قَالَ تَعَالَى: {يوم لَا ينفع مال وَلَا بنون * إِلَاّ مِن أتى الله بقلب سليم} (٣).

والقلب السليم هُوَ الَّذِي قَدْ سلم مِن كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، وَمِنَ كل شبةٍ تعارض خبره، فسلم مِن عبودية مَا سواه، وسلم مِن تحكيم غير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم. وبالجملة فالقلب السليم الصحيح هُوَ الَّذِي سلم مِن أَنَّ يكون لغير الله فِيهِ شرك بوجه ما، بل قَدْ خلصت


= والفاكهي في أخبار مكة (٢/ ٣٣ - ٣٤/ ١٠٨٨ و ١٠٨٩).
- عن ابن جريج: حدثني ابن أبي حسين أنه قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو: «إن جاءك كتابي هذا ليلًا فلا تصبحن، وإن جاءك نهارًا فلا تمسين حتى تبعث إلي بماء زمزم».فاستعانت امرأته أثيلة الخزاعية جدة أيوب بن عبد الله بن زهير، فأدلجتا وجوار معهما فلم تصبحا حتى فرتا مزداتين فزعبتاهما وجعلتاهما في كرين غوطيين ثم ملاتهما ماء وبعثت بهما على بعير.
- قلت: هو مرسل صحيح الأسناد، رجاله ثقات رجال الستة، وابن أبي حسين هو عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي النوفلي من صغار التابعين.
-] وحديث عائشة صححه العلامة الألباني بشواهده في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (٨٨٣). وفي صحيح سنن الترمذي (١/ ٤٩٣) [«المؤلف».
(١) وغير أهل الحجاز يقولون: «فبرئت». انظر: النهاية في غريب الحديث (١/ ١١١).
(٢) زاد المعاد (٤/ ٣٩٣ و ١٧٨).
(٣) سورة الشعراء، الآيتان: ٨٨، ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>