للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعِلَاجُ الإِلهِيُّ لِلسِّحْرِ قِسْمَانِ:

الْقِسْمُ الأَوَّلُ: مَا يُتَّقَى بِهِ السِّحْرُ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَمِنْ ذَلِكَ:

١ - الْقِيَامُ بِجَمِيعِ الْوَاجِبَاتِ، وَتِرْكُ جَمِيعِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ جَمِيعِ السَّيِّئَاتِ.

٢ - الْإِكْثَارُ مِنْ قِرَاءةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيم بِحَيْثُ يَجْعَلُ لَهُ وِرْدًا مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ.

٣ - التَّحصُّنُ بِالدَّعَوَاتِ وَالتَّعَوُّذَاتِ وَالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ وَمِنْ ذَلِكَ: «بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وهُوَ السَّمِيُع الْعَلِيمُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي الصَّبَاحِ والْمَسَاءِ (١)، وَقِرَاءَةُ آيَةِ


= السلام وفرعون لعنة الله عليه ورميهم بالحبال والعصى حتى خيل للحاضرين أنها تسعى مع أنها ثابتة لم تتحرك فهذا لا حقيقة له بل هو إيهام وتدجيل، فالحبال والعصى لم تتحول عن حقيقتها وإن رآها الناظرون في مرأى العين حيات تسعى، قال تعالى في ذلك: {يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى} [طه (٦٦)]، وقال: {سحروا أعين الناس واسترهبوهم} [الأعراف (١١٦)]، وهذا النوع من السحر حرام لما فِيهِ من التمويه والتلبيس واللعب بالعقول وقد يتخذ مهنة يكسب منها من يشتغل بها ويبتز أموال الناس بالباطل وهو من أنواع الكفر الأكبر وهو سحر فرعون ويطلق السحر أيضًا على التعوذ بالجن والاستعانة بهم على نفع إنسانٍ أو إصابته بضرٍ من مرضٍ أو تفريقٍ أو بغضٍ أو حبٍ أو فك سحرٍ ونحو ذلك .. وحكمه أنه كفر أكبر لما فِيهِ من اللجوء والاستعانة بغير الله للتقرب إلى الجن ليحققوا الرغبة ومن ذهب إلى من يفعل ذلك من الكهان وصدقه بما فهو كافر، قال تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا له إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} [البقرة (١٠٢)]، ولا تأثير لهذا النوع إلا بإذن الله الكوني القدري لقوله {وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله} [البقرة (١٠٢)]. والله أعلم. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، (١/ ٣٦٤).
(١) تقدم برقم (١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>