- ولحديث أبي بكر طريق أخرى: يرويها شيبان بن فروخ ثنا يحيى بن كثير عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره بنحوه. - أخرجه ابن حبان في المجروحين (٣/ ١٣٠). وابن عدي في الكامل (٧/ ٢٤٠). وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١١٢). والضياء في المختارة (١/ ١٥٠/ ٦٢ و ٦٣). - قلت: هو حديث منكر، تفرد به يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري [وهو: متروك. التهذيب (٩/ ٢٨٤). الميزان (٤/ ٤٠٣)] عن سفيان الثوري، وفي تفرد مثل ذاك عن هذا الإمام- على كثرة أصحابه ومن روى عنه- نكارة شديدة. - أما ابن حبان فقد أورد له هذا الحديث وقال: «يروى عن الثقات ما ليس من حديثهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد». - وأما ابن عدي فقد عد حديثه هذا في جملة مناكيره وقال: «وهذا عن الثوري ليس يرويه غير يحيى بن كثير». - وأما أبو نعيم فقال منكرا له: «تفرد به عن الثوري يحيى بن كثير». - وبذا تعلم مكانة الضياء ومختارته؛ فالحديث لا هو من حديث الثوري، ولا من حديث إسماعيل ابن أبي خالد، وليس لهما فيه خف ولا حافر. قال الدارقطني في العلل (١/ ١٩٣): «ولا يصح عن إسماعيل، ولا عن الثوري، ويحيى بن كثير هذا: متروك الحديث». - وحاصل ما تقدم أن الحديث حسن بمجموعة شاهديه: من حديث أبي موسى وحديث أبي بكر- من طريق ليث بن أبي سليم، وأما من طريق يحيى بن كثير عن الثوري: فمنكر لا يصلح في المتابعات والشواهد إذ المنكر أبدا منكر، لا يتقوى بغيره، ولا يقوى على تقوية غيره. والله أعلم-. - والحديث حسنه الألباني في الترغيب (٣٣) من حديث أبي موسى، وصححه في صحيح الجامع (٣٧٣١) [وفي صحيح الأدب المفرد ص (٢٦٦)] وغيرها من حديث أبي بكر.