للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبوديته لله: إرادة، ومحبة، وتوكلًا، وإنابة، وإخباتًا، وخشية، ورجاءً، وخلص عمله لله، فَإِنَّ أحب أحب لله، وإن أبغض أبغض فِي الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، فهمه كُلَّه لله، وحبه كُلَّه لله، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه مِن كل حديث، وأفكاره تحوم عَلَى مراضيه، وماحبه (١) نسأل الله تَعَالَى هذا القلب.

٢ - القلب الميت: وهو ضد الأول وهو الَّذِي لَا يعرف ربه وَلَا يعبده بأمره وَمَا يحبه ويرضاه، بل هُوَ واقف مع شهواته ولذاذاته، ولو كَانَ فيها سخط ربه وغضبه، فهو متعبد لغير الله: حبًا، وخوفًا، ورجاءً، ورضًا وسخطًا، وتعظيمًا، وذلًا، أَنَّ أبغض أبغض لهواه، وإن أحب أحب لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منه لهواه، فالهوى أمامه، والشهوة قائدة، والجهل سائقه، والغفلة مركبه (٢). نعوذ بالله مِن هذا القلب.

٣ - القلب المريض: هُوَ قلب لَهُ حياة وَبِهِ علة، فله مادتان تمده هذِهِ مرة وهذه أخرى، وهو لما غلب عَلَيْهِ منهما. ففيه مِن محبة الله تَعَالَى والإيمان به، والإخلاص له، والتوكل عليه: مَا هُوَ مادة حياته، وَفِيهِ مِن محبة الشهوات والحرص عَلَى تحصيلها، والحسد والكبر، والعجب، وحب العلو، والفساد فِي الأرض بالرياسة،


(١) انظر: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم رحمه الله (١/ ٧ و ٧٣)
(٢) انظر: المرجع السابق (١/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>