للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٩ - ٤ - دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي بعض أعدائه فلم تتخلف الإجابة، ومن ذَلِكَ أن المشركين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي مكة وأمر أَبُو جهل بعض القوم أن يضع سلا الجزور بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ساجد ففعل ذَلِكَ عقبة بن أَبِي معيط فَلَمَّا قضي النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رَفَعَ صوته ثُمَّ دَعَا عليهم: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيشٍ» ثلاث مرات. فَلَمَّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفَ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْط». قَالَ ابن مسعود: فو الَّذِي بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق لَقَدْ رأيت الَّذِي سمي صرعي يوم بدر، ثُمَّ سحبوا إلي القليب، قليب بدر». وفي رواية: «فأقسم بالله لَقَدْ رايتهم صرعي علي بدر قَدْ غيرتهم الشمس وكَانَ يومًا حارًا» (١).


=- وضعفه الترمذي بقوله: «حديث بن حزام لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحبيب بن أبي ثابت لم يسمع عندي من حكيم بن حزام».
- قلت: وهو شاذ، والمحفوظ ما رواه سفيان الثوري، وهم فيه أبو بكر بن أبي عياش.
- وحاصل ما تقدم: أن حديث عروة البارقي جيد بطريقيه، وشاهده من حديث حكيم بن حزام، والظاهر أنهما واقعتان لاختلاف المخرج والسياق، ففي سياق حكيم بن حزام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بدينار يشتري له أضحية، فاشتراها يدينار، وباعهها بدينارين، فرجع فاشتري له أضحية بدينار، وجاء بدينار إلي النبي صلى الله عليه وسلم فتصدق به النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا له أن يبارك له في تجارته. لفظ أبي داود.
- وَلَمْ أقل بأن الحديث صحيح، من أن إسناد الترمذي: رجاله كلهم ثقات، لأن أبا لبيد لم يصرح بالسماع من عروة، وَلَمْ يذكر له عنه سماع، وإن كان سمع من كبار الصحابة كعلي رضي الله عنه؛ إلا أنه يعتضد بطريق شبيب بن غرقدة وهو وإن كان فيه من أبهم إلا أن كل من فيه قد صرح بالسماع من شيخه، والله أعلم.
(١) تقدم برقم (٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>