للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣ - دعوة من دَعَا بدعوة ذي النون:

قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وذا النون إذ ذهب مغضبًا فظن أن لن نقدر عَلَيْهِ فنادى في الظلمت أن لَا إله إلا أَنْتَ سبحانك إني كُنْتُ من الظلمين} (١).

٥٢٠ - عن سعد بن أَبِي وقاض رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا بِهَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّه لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُل مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ» (٢).


=- وراوية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها؛ فإن حديث شهر عن أبي أمامة إنما هو في فضل الوضوء، وأما حديثه في فضل من بات طاهرا على ذكر الله تعالى، فإنما هو عن أبي ظبية، قال مرة: عن معاذ، وقال مرة أخرى عن عمرو بن عبسة. وهذا ما قرره الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار [الفتوحات (٣/ ١٦٥)].
- وفي الجملة؛ فإن حاصل ما تقدم أن شهر بن حوشب يروي هذا الحديث عن أبي ظبية عن معاذ بن جبل وعن عمرو بن عبسة- وهو محتمل- وقد تابعه ثابت البناني عن أبي ظبية عن معاذ به، فالحديث صحيح بذلك، على ما في شهر بن حوشب من مقال؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف أو ينفرد بأصل وسنة»، وقد توبع هنا كما ترى، وأبو ظبية: من كبار التابعين شهد خطبة عمر بالجابية، وثقه ابن معين، وقال الدارقطني: «ليس به بأس»، وأثنى عليه شهر بن حوشب- وهو من علماء التابعين- قال في رواية جرير عن الأعمش: «من أفضل رجل بالشام إلا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم»، وفي رواية أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش: «وكانوا لا يعدلون به رجلا إلا رجلا صحب محمدا صلى الله عليه وسلم» وقد سمع معاذ بن جبل وعمرو بن عبسة. [انظر: التاريخ الكبير- الكنى منه- (٤٧). الجرح والتعديل (٩/ ٣٩٩). التهذيب (١٠/ ١٦٠) وغيرها].
- والحديث حسنه الحافظ في تخريج الأذكار [الفتوحات (٣/ ١٦٥)].
- وصححه الألباني- رحمه الله تعالى- في المشكاة (١٢١٥). وصحيح الترغيب (٥٩٧). [وفي صحيح أبي داود (٣/ ٩٥١)]» المؤلف».
(١) سورة الأنبياء، الآيتان: ٨٧، ٨٨.
(٢) تقدم برقم (٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>