- ورواه ثالثة: معضلا لم يذكر أحدا بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أخرجه عبد الرزاق (١٩٥١٢). - ورواه رابعة، فقال: عن عروة بن عامر. أخرجه البيهقي في الشعب (٢/ ٦٣/ ١١٧١). وهو الصحيح، ولعل الأول والثاني تصحف على الرواة أو النساخ والله أعلم. - والحديث مرسل بإسناد ضعيف، لأجل تدليس حبيب بن أبي ثابت فإنه قد عنعنه. قال ابن حجر في التهذيب (٥/ ٥٤٩): «والظاهر أن رواية حبيب عنه منقطعة». وأما كونه مرسلا، فلأجل عروة بن عامر تابعي ليست له صحبة. - أما البخاري وابن أبي حاتم فلم يذكراه ضمن الصحابة، وإنما ذكراه ضمن التابعين ممن لهم رواية عن الصحابة [أنظر: التاريخ الكبير (٧/ ٣٣). والجرح والتعديل (٦/ ٣٩٦)] بل صرح أبو حاتم بذلك فقال: «هو تابعي، يروي عن ابن عباس وعبيد بن رفاعة» [المراسيل (٢٧٢). جامع التحصيل (٥١٦) وزاد: «مرسل»] وكان قد سبقه إلى ذلك ابن معين حيث يقول في تاريخ الدوري (٣/ ٥٧٦) لما سأله عن حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر، قال: «مرسل» ثم قال عباس الدوري: «سمعت يحيى يقول: عروة هذا ليست له صحبة» وأما ابن حبان فذكره في ثقات التابعين فلم يعده في الصحابة (٥/ ١٩٥). وقال ابن قانع في معجم الصحابة بعد أن ذكر حديثه هذا: «ليس له لقي» وقال ابن حجر في الإصالة (٢/ ٤٧٦): «وقد جزم أبو أحمد العسكري بأن رواية عروة هذه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، وكذلك البيهقي في الدعاء» وقال ابن الأثير في أسد الغابة (٤/ ٢٧): «أخرجه أبو موسى وقال: قال ابن أبي حاتم «عروة بن عامر سمع ابن عباس وعبيد بن رفاعة، روى عنه حبيب» فعلى هذا يكون الحديث مرسلا. وقال أبو أحمد العسكري: عروة بن عامر الجهني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ذكرناه ليعرف» انتهى كلامه. ولم يعده في الصحابة ابن أبي عاصم [أنظر: الآحاد والمثاني] ولا أبو نعيم [أنظر: معرفة الصحابة] ولا ابن عبد البر [أنظر: الاستيعاب والتمهيد (٢/ ٢٦٧)] وتبعهم على ذلك المزي فقال في تحفة الأشراف (٧/ ٢٩): «ولا صحبة له». - وممن جزم بأن له صحبة: الباوردي [ذكره ابن حجر في الإصابة (٢/ ٤٧٦)] ولا يعارض بمثله تصريح ابن معين وأبي حاتم وابن قانع وأبي أحمد العسكري والبيهقي وأبي موسى بنفي الصحبة عنه، والذي يدل عليه مسلك البخاري في تاريخه وكذا ابن أبي عاصم وابن حبان وأبي نعيم وابن عبد البر من ذلك. - وقد ضعفه الألباني في الضعيفة (٤/ ١٢٣).