للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكثيرا مَا يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح، وَقَدْ وعد الله في سورة آل عمران بالمغفرة والجوارح، وَقَدْ وعد الله في سورة آل عمران (١) بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه وَلَمْ يصر عَلَى مَا فعله فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها عَلَى هَذَا المقيد، وأما استغفار اللسان مَعَ إصرار القلب عَلَى الذنب فَهُوَ دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وَقَدْ يكون الإصرار مانعًا من الإجابة (٢) .

٥٤٨ - ٥ - فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ (٣)


= بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبرًا؛ تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا؛ تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئًا؛ لقيته بمثلها مغفرة».
- أخرجه مسلم (٢٦٨٧) (٤/ ٢٠٦٨). وابن ماجه (٣٨٢١). وابن حبان (١/ ٤٦٢/ ٢٢٦ - إحسان). والحاكم (٤/ ٢٤١). وأحمد (٥/ ١٤٧ و ١٤٨ و ١٥٣ و ١٥٥ و ١٦٩ و ١٨٠). والطيالسي (٤٦٤). والبزار (٩/ ٣٩٨ و ٣٩٩ و ٤٠٣ و ٤٠٤/ ٣٩٨٨ - ٣٩٩١ و ٣٩٩٩ و ٣٤٠٠). وبحشل في تاريخ واسط (٢١٧). والطبراني في الأوسط (٢/ ٢٠٠/ ١٧١٤). وابن منده في الإيمان (٧٨ و ٧٩). والسهمي في تاريخ جرجان (٢١٠). وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٤٨ و ٢٦٨). وابن بشران في الأمالي (١٧٣ و ٦٢٧). والبيهقي في الشعب (٢/ ١٧/ ١٠٤٣) و (٥/ ٣٩٠/ ٧٠٤٧). وغيرهم من طرق عن المعرور به مطولًا ومختصرًا.
- وحديث شهر بن حوشب شاهد جيد لحديث أنس. والحديث حسنه الألباني- رحمه الله تعالى- وفي الصحيحة (١٢٧). [وفي صحيح الجامع (٥/ ٥٤٨)، وصححه في صحيح الترمذي (٣/ ٤٥٥)، وغيرها] «المؤلف».
(١) سورة آل عمران، الآية: ١٣٥.
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٠٧ - ٤١١).
(٣) جمع: قمع كضلع وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأذهان. شيه أسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يحفظونه ولا يعملون به كالأقماع التي=

<<  <  ج: ص:  >  >>