(١) قال البغوي في شرح السنة (١٢/ ١٨٢): «فالكاهن: هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار، ومطالعة علم الغيب، وكان في العرب كهنة يدعون معرفة الأمور، فمنهم من كان يزعم أن له رئيسًا [في النهاية (٤/ ٢١٤): رئيًا] من الجن، وتابعه تلقى إليه الأخبار، ومنهم من كان يدعي أنه يستدرك الأمور بفهمٍ أعطيه، والعراف: هو ... ، ومنهم من يسمي المنجم كاهنًا» وانظر: النهاية (٤/ ٢١٤ - ٢١٥). - وقال الخطيب البغدادي في «القول في على النجوم» ص (١٩١): «والكهانة: من علوم الجاهلية، وكانت الشياطين تسترق السمع فتلقيه إلى أوليائها من الكهنة فأبطلها الله تعالى بالإسلام، وحرس السماوات بالنجوم والشهب، ومنع الشياطين من استراق السمع». - وقال القاضي عياض في إكمال المعلم (٧/ ١٥٣): «الكهانة كانت في العرب على أربعة ضروب: أحدها: أن يكون للإنسان ولي [وفي المفهم (٥/ ٦٣٢): رئي] من الجن فيخبره بما يسترق من السمع من السماء، وهذا القسم قد بطل منذ بعث الله محمدًا- صلى الله عليه وسلم-، كما نص الله تعالى [عليه] في الكتاب. الثاني: أن يخبره بما يطرأ [ويكون] في أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد، وهذا لا يبعد وجوده. ونفت هذا كله المعتزلة وبعض المتكلمين وأحالوه، ولا إحالة ولا بعد في وجودٍ مثله، لكنهم يصدقون ويكذبون، والنهي عام في تصديقهم والسماع منهم. الثالث: التخمين والحزر، وهذا يخلق الله منه [فيه] لبعض الناس قوةً ما [وفي المفهم: شدة قوة] لكن الكذب في هذا الباب أغلب. ومن هذا الفن: العرافة، وصاحبها عراف. وهو الذي يستدل على الأمور بأسبابٍ ومقدماتٍ يدعي معرفته بها. وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك بالزجر والطرق والنجوم وأسبابٍ معتادة [في ذلك]. وهذا الفن هو [من] العيافة- بالياء- وكلها يطلق عليها اسم الكهانة عندهم» وما بين المعكوفين من المفهم للقرطبي (٥/ ٦٣٢ - ٦٣٣). وانظر: المنهاج للنووي (١٤/ ٢٢٣). - وقالت اللجنة الدائمة [فتوى رقم (٣٢٦١) (١/ ٣٩٣): الكاهن: من يزعم أنه يعلم المغيبات أو يعلم ما في الضمير، وأكثر ما يكون ذلك ممن ينظرون في النجوم لمعرفة الحوادث، أو يستخدومون من يسترقون السمع من شياطين الجن، ومثل هؤلاء من يخط في الرمل وينظر في الفنجان أو في=