وقيل: إن محمد هذا هو ابن يحيى الذهلي وجزم به الحافظ في الفتح (١٠/ ٣٨٤). وقال الحافظ في التهذيب (٥/ ٥١٩):» وفي الزهرة: روى عنه البخاري (١٤) حديثا وروى عن واحد عنه «.- قلت: فلما لم يصرح البخاري بسماعه منه هذا الحديث، ولم يقل- في أي موضع من مواضع الحديث في الصحيح -: حدثنا، ولا فعل ذلك خارج الصحيح- كما في التاريخ الكبير- علمنا أن البخاري لم يسمع هذا الحديث من عثمان بن الهيثم، ومما يؤكد ذلك أن البخاري لما أخرج طرق حديث أبي] وهو من شواهد هذا الحديث] وشواهده نوع في صيغ الأداء التي تدل على الاتصال مثل قوله:» حدثني عمرو بن علي» و» قال لنا موسى «و» قال لي سليمان» و» وقال لي عمرو ابن منصور» و» وقال لنا نعيم «إلا هذا الحديث فقال فيه:» وقال عثمان بن الهيثم» فلو كان سمعه من عثمان أو أخذه منه مباشرة؛ لعبر بإحدى الصيغ المتقدمة فلما لم يفعل علمنا أنه أخذه منه بواسطة، وهذا هو ما ذهب إليه أبو نعيم والحميدي وابن دقيق العيد وابن العربي فيما قال فيه البخاري عن شيوخه» قال فلان» فقال الحميدي في الجمع بين الصحيحين في هذا الحديث: (أخرجه البخاري تعليقا) وقال ابن العربي:» أخرجه البخاري مقطوعا «وسئل تقي الدين ابن دقيق العيد عن هذا فصوب مقالة الحميدي] و] قال:» لكن الحديث صحيح يجزم البخاري أن عثمان بن الهيثم قاله «وقال ابن كثير في تفسيره (١/ ٢٩٠):» كذا رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم «وأورد ابن حجر هذا الحديث في النكت على كتاب ابن الصلاح (١/ ٣٢٧) مثالا على» التعليق الجازم الذي يبلغ شرط البخاري ولم يذكره في موضع آخر «إلا أنه توقف فيه فقال:» فالله أعلم هل سمعه أم لا؟» ثم استظهر في مقدمة الفتح] هدي الساري (١٩)] أنه لم يسمعه منه، ثم قال:» وقد استعمل المصنف هذه الصيغة فيما لم يسمعه من مشايخه في عدة أحاديث فيوردها عنهم بصيغة:» قال فلان» ثم يوردها في موضع آخر بواسطة بينه وبينهم) ثم ذكر مثالا على ذلك ثمقال:» ولكن ليس ذلك مطرودا في كل ما أورده بهذه الصيغة، لكن مع هذا الاحتمال لا يحل حمل جميع ما أورده بهذه الصيغة على أنه سمع =