- وابن مسعود توفي سنة (٣٢)، وخالد بن الوليد مات قبله سنة (٢١) فعدم إدراك يحيى بن جعدة لخالد من باب أولى. - فالحديث يتقوى بمجموع هذه الطرق ويرتقي إلى درجة السحن. والله أعلم. ٢ - وأما حديث ابن مسعود فيرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختلف عليه: - فرواه مالك بن أنس في الموطأ [٥١ ك الشعر، (٢/ ٧٢٥/ ١٠)] عن يحيى بن سعيد انه قال: أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار ... الحديث. هكذا مرسلاً. - ومن طريق مالك: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (٩٥٧). - وخالفه محمد بن جعفر [ابن كثير الأنصاري مولاهم، المدين، ثقة، التقريب (٨٣٢)] فرواه عن يحيى بن سعيد قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن عياش الشامي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن .. الحديث بنحوه. أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (٩٥٦). من طريقه: ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ١١٢). (ج) وخالفهما: داود بن عبد الرحمن العطار [أبو سليمان المكي: ثقة. التقريب (٣٠٧) فرواه عن يحيى بن سعيد قال: سمعت رجلاً من أهل الشام يقال له: العباس يحدث عن ابن مسعود رضي الله عنه يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما كان ليلة الجن ... » فذكر بنحوه. - أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٣٢). (د) وخالفهم: إبراهيم بن طريف [قال في التقريب (١٠٩): «مجهول، تفرد عنه الأوزاعي وقد وثق» يعني: وثقة أحمد بن صالح، كما في التهذيب (١/ ١٥١) وقال ابن حبان في الثقات (٦/ ٢١): «شيخ» وتوثيق احمد بن صالح له، نقله ابن شاهين في الثقات (٣٩) ولعل الذي وثقه أحمد بن صالح غيره، أعني: إبراهيم بن طريق المديني الذي روي عنه شعبة وابن عيينة [انظر: التاريخ الكبير (١/ ٢٩٤). الجرح والتعديل (٢/ ١٠٨) فإن كان كذلك فالأول: شامي مجهول]. - رواه إبراهيم بن طريف الشامي هذا عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن مسعود بنحوه مرفوعاً. - أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ٥٨/ ٤٣) وشيخه فيه: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي رواه عن أبيه: قال الذهبي: «له مناكير»، وقال أبو أحمد الحاكم: «فيه نظر»، ونقل عن أبي الجهم أنه كان يتلقن. [الميزان (١/ ١٥١). اللسان (١/ ٣٢٢)] وأبوه محمد بن يحيى بن حمزة؛ قال ابن حبان في الثقات (٩/ ٧٤): «ثقة في نفسه، يتقي حديثه ما روي عنه أحمد بن محمد بن يحيي بن حمزة وأخوه عبيد، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء». [وانظر: اللسان (٥/ ٤٧٩)]. وعليه فلا يصح الإسناد إلي إبراهيم بن طريف.=