للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٨ - ٢ - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْم أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: «يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرْ يَسْتَجِيبُ لِيفَيَسْتَحْسِرُ (١) عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعَ الدُّعَاءَ» (٢) .

فالعبد لَا يستعجل فِي عدم إجابة الدعاء؛ لأن الله قَدْ يؤخر الإجابة لأسباب: إما لعدم القيام بالشروط، أَوْ الوقوع فِي الموانع، أَوْ لأسباب أخرى تكون فِي صالح العبد وَهُوَ لَا يدري، فعلى العبد إِذَا لَمْ يستجب دعاؤه أن يراجع نفسه ويتوب إِلَى اللهُ تَعَالَى من جميع المعاصي، ويبشر بالخير العاجل والآجل، والله تَعَالَى يقولك (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (٣) فَمَا دام العبد يلح فِي الدعاء ويطمع فِي الإجابة من غير قطع فَهُوَ قريب من الإجابة، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له (٤) .


= (١/ ٣٧٤) والطبراني في الدعاء (٨٣ و ٨٤).
- ومن طرق أخرى عن ابن شهاب به، أخرجه: مسلم (٩١ - ٤/ ٢٠٩٥). والبخاري في الأدب المفرد (٦٥٤). وأحمد (٢/ ٣٩٦). والطبراني في الدعاء (٨٥). والمقدسي في الدعاء (٥٣). وغيرهم.
(١) أي: ينقطع عن الدعاء. [شرح مسلم للنووي (١٧/ ٥١). والفتح (١١/ ١٤٥)].
(٢) أخرجه مسلم في ٤٨ - ك الذكر والدعاء، ٢٥ - ب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي، (٢٧٣٥/ ٩٢ - ٤/ ٢٠٩٦). والبخاري في الأدب المفرد (٦٥٥). والطحاوي في مشكل الآثار (١/ ٣٧٤ - ٣٧٥). والبيهقي (٣/ ٣٥٣). والبغوي في شرح السنة (٥/ ١٩٠/ ١٣٩٠). والطبراني في الدعاء (٨٢).
- من طريق أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة به مرفوعا
(٣) سورة الأعراف، الآية، ٥٦.
(٤) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>