كرأس الإنسان، وأذنان طويلان وعينان مدورتان كبيرتان جدّا، ويتشعب من عنقه ستة أعناق طوال، كل عنق نحو عشرين ذراعا، على كل عنق رأس كرأس الحية.
(أما خاصية أجزائه) فزعموا أن كل أكل لحمه يورث الشجاعة، ولحمه يوضع على عضه ينفع نفعا بينا، ودمه إذا طلي به على الذكر وجامع تحصل المرأة لذة عظيمة.
(جرى) هو الذي يقال له: مارماهي، متولد من الحية والسمك، قال الجاحظ: إنه يأكل الجرذان، وهو آكل لها من السنانير، وذلك أن جرذان السنانير تخرج بالليل إلى شارع البصرة للماء، والجرى قد يكمن لها واضعا فاه على الشرعة، فإذا دنا الجرذان إلى الماء التقمها، مرارته يسعط بها الفرس المجنون يذهب جنونه، ولحمه يجود الصوت وينفع قصبة الرئة، وإذا تضمد به أخرج السلاء من أعماق اللحم، وأكله يزيد في الباه سيما الطري.
(جلطا) نوع منه يشبه المارماهي، يخرج من البرك والعنسي؛ لطلب الغذاء، وإذا ذبح لا يخرج منه دم، وعظمه رخو يؤكل مع لحمه، ولحمه يسمن النساء إذا أكل، وهو نعم العلاج لذلك.
(دلفين) حيوان مبارك إذا رآه أصحاب المركب استبشروا، وذلك أنه إذا رأى غريقا في البحر ساقه نحو الساحل، وربما دخل تحته وحمله، وربما جعل ذنبه في يده ويمشي به إلى الساحل، وقيل: له جناحان طويلان فإذا رأى المركب تسير بقلوعها رفع جناحيه تشبيها بالمركب وينادي، وإذا رأى الغريق قصده.
(رعاد) سمكة صغيرة مخدرة جدّا إذا وقعت في الشبكة والصياد ماسك حبل الشبكة يرتعد من برودة هذه السمكة، والصيادون يعرفون ذلك، فإذا أحسوا به شدوا حبل الشبكة في وتد أو شجر حتى يموت، فإذا مات بطلت خاصيته، وأطباء الهند يستعملونه في الأمراض الشديدة الحر، وأما في غير بلاد الهند فلا يمكن استعماله.
وقال ابن سينا: الرعاد إذا قرب من رأس المصروع وهو حي أخدره عن الحس، وإذا علقت المرأة منه شيئا على نفسها لم يقدر زوجها على فراقها، والله الموفق.
(دامور) سمكة مباركة، يحبها البحريون، والصيادون إذا رأوها في الشبكة أطلقوها، زعموا أن هذه السمكة تحب الإنسان، وإذا رأت مركبا في البحر تمشي قدامه كالدليل، وإذا قصد السفينة شيء من الحيات الكبار تدخل في أذنها وتشغلها عن السفينة بتحريك دماغها، فالسمكة العظيمة تطلب حجرا وتضرب رأسها عليه حتى تموت، فإذا ماتت خرجت من دماغها.