للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(سرطان) (١) هو حيوان لا رأس له، وعينه على قفاه، وفمه في صدره، وله ثمانية أرجل يمشي على أحد جانبيه، وفي كل سنة يسقط جلده سبع مرات، ولمكانه بابان: أحدهما إلى الماء، والآخر إلى اليبس، فإذا انسلخ جلده يسد الباب الذي في الماء؛ لئلا يدخل بيته شيء من حيوانات الماء في حال ضعفه وعجزه، ويترك الباب الذي على اليبس مفتوحا ليهب الهواء منه، وإذا كثر وقوع الهواء عليه يصلب جلده ويعود إلى حاله، فحينئذ يفتح باب الماء، ويخرج منه لطلب معاشه.

وزعموا أنه إذا وجد سرطان ميت في حفرة مستلقيا على ظهره في أرض أو قرية تأمن تلك البقعة من الآفات السماوية، وإذا علق على الأشجار يكثر ثمرها وما عليها من الثمار يبقى، ويذبح السرطان ويوضع على الجراحات فتخرج النصول والشوك، وينفع من لسع الحيوانات والعقارب وإذا أحرق وشرب نفع من عضة الكلب، وإذا اكتحل به نفع من بياض العين ونزول الماء، وإذا أحرق وطلي به يجلي الأسنان، ورماده يوضع على العضو يخرج منه النصل والشوك.

قال ابن سينا: لحمه صالح للمسلولين جدّا سيما بلبن الأتن، وينفع من نهش العقارب والرتيلاء، وعينه تشد على النائم يرى منامات صالحة، وإن كان به رمد زال عنه، وعيناه إن علقتا على شجرة لم يسقط ثمرها، وشوكه يدخن به تحت ذيل صاحب الحمى الربع ويكرر سبع مرات يبرأ، ورجله يعلق على صاحب الخنازير مع الكافور والعنبر يدفع عنه الخنازير، وإذا علق رجل السرطان على أحد لم تعرض له الخنازير ما دامت عليه.

(سرطان البحر) هو حيوان عجيب الشكل كأنه خمس حيات برأس واحد، إذا أحرق بعظامه وسحق جلا البهق والكلف والأسنان، وينفخ في عيون الدواب يزيل عنها البياض العارض، ويكتحل به مع الكحل يزيل الظفر. وقال ابن سينا: محرقه يجلو الأسنان ويجفف القروح وينفع من الجرب.

(سقنقور) قال ابن سينا: إنه برمائي يصطاد من نيل مصر. وقال غيره: إنه من نسل التمساح إذا وضع خارج الماء، فما قصد الماء صار تمساحا، وما قصد البر صار سقنقورا، وذكروا أنه إذا عض إنسانا غسل الإنسان معضه بريقه، فإذا كان قبل عود السمك إلى الماء مات السمك، وإن كان بعد عوده إلى الماء مات الإنسان، وله قضيبان كما للضب.


(١) السرطان: حيوان بحري من القشريات العشريات الأرجل، والسرطان برج في السماء، والسرطان ورم خبيث يتولد في الخلايا الظاهرية الغدية ويتفشى في الأنسجة المجاورة.

<<  <   >  >>