لحمه إذا أكل هيج قوة الباه، وكلما كان جسمه أكبر كانت خاصية لحمه أقوى، وشحمه يهيج الباه تهييجا لا يسكن إلا بحسو مرق الخس والعدس، وخرزته الوسطى التي في صلبه إذا علقها الإنسان على صلبه هيجت به الباه.
(سلحفاة)(١) حيوان يري وبحري، أما البحري فقد يكون عظيما جدّا حتى تظن أصحاب المراكب أنه جزيرة، وحكى بعض التجار قال: وجدنا في وسط البحر جزيرة مرتعة عن الماء، فيها نبات أخضر، فخرجنا إليها، وحفرنا للطبخ إذ تحركت الجزيرة فقال الملاحون: هلموا إلى مكانكم فإنها سلحفاة أصابها حرارة النار؛ لئلا تنزل بكم.
قال: وكان من عظم جسمها ما شابه جزيرة، واجتمع التراب على ظهرها بطول الزمان حتى صار كالأرض ونبت، قالوا: إذا أراد الذكر السفاد والأنثى لا تطاوعه يأتي الذكر بحشيشة في فمه من خاصيتها أن حاملها يكون مقضي الحاجة، فعند ذلك تطاوعه الأنثى، وهي حشيشة تسميها العجم مهركياه، لكن الناس لا يعرفونها.
وإذا باضت صرفت همتها إلى بيضها محاذية له، ولا تزال كذلك حتى يخلف الله الولد فيها؛ إذ لا بد لها أن تحضن البيض حتى يدرك بحرارتها، فإن أسفلها صلب لا حرارة فيه، وربما تقبض السلحفاة على ذنب الحية وتمضغ من ذنبها، والحية تضرب بنفسها على ظهر السلحفاة حتى تموت.
قال بليناس الحكيم: إذا قلبت السلحفاة على ظهرها في مكان فيه البرد لا يقع في ذلك المكان من البرد ضرر.
أما خواص أجزائها: فعينها تشد على صاحب الرمد يبرأ، وقالوا: كل عضو من أعضاء السلحفاة إذا شد على مثله من أعضاء الإنسان وكان وجعا أبرأه، ورجلها تشد على المنقرس، اليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى تنفعه، ودمها يطلى به على العانة والإبط بعدها ينتف ما عليها مرتين أو ثلاثة لا ينبت شعرها، وتأثيرها في النساء أقوى، ومرارة البحري أقوى منها، تخلط بعسل النحل الشهد تمنع من نزول الماء إذا اكتحل بها وتزيل البياض والكدورة وتصلح للخناق شربا.
(١) السلحفاة: حيوان برمائي معمر من قسم الزواحف، يحيط بجسمه صندوق عظيم مغطى بحراشيف قرنية صغيرة، وذكره الغيلم، تجمع على سلاحف، انظر: مختار الصحاح مادة (سلحف).