أما خواص أجزائه: فخصيته تسمى الجند بيد ستر، تنفع من ريح أم الصبيان إذا سقي منه قدر حبة الجلبان، وهو مجرب، وينفع أيضا من الفالج واللقوة والنسيان والرياح الغليظة كلها.
قال الشيخ الرئيس: إنه ينفع من القروح القتالة والرعشية والتشنج والكزاز والخدر والفالج، وينفع من النسيان، ويخرج المشيمة والجنين، وهو نافع من لسع الهوام.
(قنفذ الماء) هو حيوان مقدمه يشبه القنفذ البري (١) ومؤخره يشبه السمك، لحمه طيب الطعم يدر البول، جلده ينفع الجرب إذا طلي به، زعموا أنه إذا أخذ طائر أسفيدرون وشد عليه من جلد هذا السمك؛ فإن الهوام تموت من صوته والسباع تهرب.
(قوقى) صنف من السمك عجيب جدّا، على رأسه شوكة قوية يضرب بها، حكى الملاحون أن هذه السمكة إذا جاعت رمت نفسها إلى شيء من الحيوان ليبلعها، ثم إنها تضرب بشوكتها أحشاءه حتى تهلكه، وربما تخرج من شق بطنه، وتتغذى به هو وغيره.
وإذا قصدها قاصد في الماء تضربه بالشوكة تهلكه، ولعلها تضرب السفينة بالشوكة فتفتحها وتغرق أهلها وتأكل منها، والملاحون لما عرفوا ذلك ألبسوا السفينة جلد ذلك السمك الذي تقدم ذكره؛ فإن شوكتها لا تعبر عليه.
(كلب الماء) حيوان مشهور، يداه قصيرتان ورجلاه أطول منها، ذكروا أنه يلطخ بدنه بالطين؛ ليحسبه التمساح طينا، ثم يدخل جوفه ويقطع أحشاءه ويأكلها، ثم يمرق ويخرج منه؛ ولذلك من كان معه شحم كلب الماء يأمن غائلة التمساح.
وذكر بعضهم أن جند بيد ستر خصية هذا الحيوان، وأن الذكر لا يصلح جلده للفراء، وإنما الأنثى جلدها جيد، والذكر لا يصلح إلا لخصيته، والصيادون إذا ظفروا به سلوا خصيته وسيبوه، فإن وقع في الشبكة مرة أخرى يرفع للصياد رجليه؛ ليعلم أن خصيته قد نزعتا ليخلصه من الشبكة.
أما خواص أجزائه: فإن دماغه ينفع من ظلمة العين اكتحالا، ومرارته قدر عدسة منها سم قاتل.
(١) القنفذ: دويبة من الثدييات ذات شوك حاد يتلف فيصير كالكرة، وبذلك يقي نفسه من خطر الاعداء عليه، ويجمع على (قنافذ).