قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً * وَالْجِبالَ أَوْتاداً * وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً﴾ وقال تعالى أيضا: ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ *﴾ ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ *﴾ ﴿وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾. ومن التدبير الحكيم في خلقه الأرض أن مهب الشمال أرفع من مهب الجنوب، وما كان ذلك إلا لتنحدر المياه على وجه الأرض؛ فتسقيها وترويها، ثم تفيض إلى البحر آخر ذلك، فكلما يرفع أحد جانبي السطح ويخفض الآخر؛ لينحدر الماء عنه، ولا يقوم عليه فيفسد كذلك جعل مهب الشمال أرفع من مهب الجنوب، ولولا ذلك لبقي الماء متحيزا على وجه الأرض فمنع الناس من أعمالهم وقطع الطرق والمسالك. انظر: الدلائل والاعتبار (١٥).