حال اجتيازه يأكل الخبز بالجبن ويدخل من أوله ويخرج من آخره لا يضره عضة الكلب، وإن عض إنسانا غيره يعبر بين رجلي هذا المجتاز يأمن غائلته، وهذا أمر مشهور عندهم.
(جبل أبي قبيس) مطل على مكة، يزعم الناس أن من أكل عليه الرأس المشوي يأمن من أوجاع الرأس، وكثير من الناس يفعلون ذلك.
(جبل أروند) مطل على همدان خضر نضر، دخل رجل من همدان على جعفر الصادق ﵁، فقال له: من أنت؟ قال: من همدان، قال: أتعرف جبلها أروند؟ قال: نعم، إن فيها عينا من عيون الجنة.
وأهل همدان يرون أنها الماء الذي على قلة الجبل، وذلك أن ماءها يخرج في وقت من أوقات السنة معلوم، ومنبعه من شق في صخرة، وهو ماء عذب شديد البرد، لا يجد شاربه منه ثقلا، فإذا جاوزت أيامه المعدودة انقطع إلى وقته من العام الآخر، لا يزيد ولا ينقص، وهو شفاء للمرضى يأتونه من كل وجه، قالوا: إنه يكثر إذا كثر الناس، ويقل إذا قلوا.
(جبل أروند أيضا) جبل آخر فيه بسيستان، فيه ماء ينبت فيه قصب كثير، فما كان من القصب في الماء فهو كالحجر، وما كان خارج الماء فهو قصب، وما سقط من ذلك القصب في الماء يصير حجرا، وكذلك لو كان قشرا أو ورقا، هكذا ذكره صاحب تحفة الغرائب.
(جبل أسبرة) بناحية الشام بماوراء النهر، ومنها قال الإصطخري: هناك جبال فيها منافع كثيرة من النفط والحديد والنحاس والآنك والصفر والفيروزج والذهب، وفيها حجر كله أسود مثل الفحم، ويحترق مثل الفحم، يباع منه وقور وقران بدرهم، فإذا احترق اشتد بياضا، وماؤه يستعمل في تبيض الثياب، لا يعرف مثله من المواضع أصلا.
(جبل التر) على ثلاثة فراسخ من قزوين شامخ جدّا (١) لا تخلو قلته من الثلج لا صيفا ولا شتاء، وعليه مسجد يأوي إليه الأبدان والناس، يقصدونه للتبرك، ويتولد من ثلجه دود أبيض، إذا غرزت فيه بأدنى شيء يخرج منه ماء أبيض صاف مقدار ما يروي دابة، وقال بعضهم: إنه ليس بحيوان.
(١) قد خلق الله الجبال لتثبت الأرض، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ﴾.