(جبل أندلس) في جبل منها غار لا ترى منه النار، وإذا أخذ فتيلة ودهنها وشدها على رأس خشبة طويلة ودخل الغار اشتعل، وبقرب هذا الجبل جبل آخر تشتعل النار على قلته بالليل والنهار، يصعد منه دخان عظيم شديد الحرارة، وعلى جبل من جبالها عينان بينهما مقدار شبرين ينبع من أحدهما ماء شديد الحرارة، ومن الآخر ماء بارد شديد البرد، والله أعلم.
(جبل هجنة) بتركستان على قلته شبه خرقات من الحجر، وداخل الخرقات عين ينبع الماء منها، وعلى الخرقات شبه كوة يخرج منها الماء، وينصب من الخرقات إلى الكوة، ومنها إلى الجبل، ومن الجبل إلى الأرض، وتفوح من ذلك الماء رائحة طيبة، والله الموفق.
(جبل البرانس) بأندلس، فيه معدن الكبريت الأحمر والأصفر ومعدن الزئبق، وهو غزير جدا، يحمل إلى سائر الآفاق، وبه معدن الزنجفر، وليس في جميع الأرض يعرف إلا هناك.
(جبل القدس) قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض القدس جبل فيه شبه بيت غار يمشي إليه الزوار، فإذا أظلم الليل يضيء البيت، ولا سراج فيه ولا كوة، يدخل منها الضوء فيه من خارج.
(جبل تحميد) قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض أندران جبل يقال له: تحميد، وفيه قرية في طريقها مضيق لو صاح المار فيه صيحة يهب فيه هواء لا يقدر الإنسان على الوقوف فيه.
(جبل نيسون) بين حلوان وهمدان، جبل عال ممتنع لا ترتقي ذروته، قال مسعود بن مهلهل: هو على فرسخ من قرمسين حفر فيه إيوان فيه صورة شبرين خطه كسرى أبرويز على حائط الإيوان، وعلى وسط الإيوان صورة أبرويز على فرشه سرير منحوت من حجر عليه درع كأنه من الحديد، وقد ثبت بمسامير وردة، وقد بولغ في تجويدها إلى حد من يراه يحسب أنه متحرك، وبين يدي أبرويز رجل في زي فاعل على رأسه قلنسوة، وهو مشدود الوسط بيده مسحاة، كأنه يحفر الأرض، والماء يخرج من تحت رجله.
(جبل ثبير) بمكة يقرب منى، وهو جبل مبارك يقصده الزوار، وهو الذي أهبط عليه الكبش الذي جعله الله تعالى فداء لإسماعيل ﵊، والعرب تقول: أشرق ثبير كيما تغير.
(جبل ثور الطحل) بقرب مكة، فيه الغار الذي كان فيه رسول الله ﷺ مع الصديق رضي الله تعالى عنه، خرجا من مكة مهاجرين، وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه العزيز حيث قال: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ﴾ [التوبة: ٤٠].