للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك إن استقبل بالهواء في غير هذين الوقتين كانت الدرة كدرة، وإذا كانت فيها دودة أو كانت مجوفة غير مصمتة كان سببها استقبال للصدف في الهواء الرديء، وهو الليل وأنصاف النهار.

ثم إن الصدفة إذا تجسدت الدرة في جوفها تجسدا مستويا هبط إلى أصل البحر حتى يترشح في قعر البحر، وتتشعب منه العروق، ويصير نباتا بعد ما كان حيوانا، فعند ذلك يقع في قعر البحر، وإذا تركت تغيرت وفسدت كالثمرة إذا لم تقطف أو آن قطافها، فإنه يذهب حسن لونها وطيب طعمها.

قال أرسطو: من خاصية الدر أنه ينفع من الخفقان والخوف الذي يكون من المرة السوداء، ويصفي دم القلب جيدا، وإنما يخلطه الأطباء في الأدوية لهذا المعنى ويستعملونه في الأكحال؛ لتشديد أعصاب العين، ومن جعل الدر واللآلئ ماء رجراجا، فإنه إذا طلى به البياض الذي في الجسد برصا أو بهقا أذهبه بإذن الله تعالى.

(حجر دهنج) قال أرسطو: إنه حجر أخضر في لون الزبرجد، لين المحبس كما قال هرمس، يتكون في معدن النحاس، وذلك أن النحاس في معدنه إذا طبخته بخارات الأرض ارتفع منه بخار من كبريت الأرض التي يتولد فيها فيرتفع ذلك البخار وتضمه الأرض فيتكاثف بضم بعضه إلى بعض، فإذا ضربه الهواء عقده وصيره حجرا.

وهو أنواع كثيرة: الأرض الشديد الخضرة، والموشى وعلى لون ريش الطاوس، والكمد، ونسبة الرهنج إلى النحاس كنسبة الزبرجد إلى الذهب، وهو حجر يصفو بصفاء الجو ويتكدر بكدورته.

ومن عجيب خواصه أنه إذا سقي إنسان من محكه يفعل فعل السم، وإن سقي شارب السم نفعه، وإن لدغ إنسان ومسح الموضع به سكن وجعه ويسحق بالخل ويطلى به القوبى (١) فإنها تذهب بإذن الله تعالى.

وقال غيره: ينفع من خفقات القلب، ويدخل في أدوية العين؛ فيشد أعصابها، وإن طلي بحكاكته بياض البرص أزاله، وإن علق على إنسان غلبته قوة الباه (٢).


(١) القوبى: مرض جلدي يصيب الإنسان على هيئة دوائر بيضاء خشنة على الجلد.
(٢) قوة الباه: أي هيجان الجماع.

<<  <   >  >>