للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قربت من معدن المغناطيس وفيها شيء من الحديد طارت مثل الطير والتصقت بالجبل، ولهذا المعنى لا يستعمل في سفن البحر شيء من الحديد أصلا، ومن عجيب خاصية المغناطيس أنه إذا أصابها رائحة الثوم أو البصل بطل تأثيرها، ولا يسلب الحديد، فإذا غسلته بالخل عاد إلى حالته.

وكذلك دم التيس إذا نقعته فيه، وإن سقي إنسان سحالة الحديد يسقى من هذا مسحوقا باللبن، فإنه ينزعه ويستقصيه حتى لا يترك منه شيئا، وكذلك إذا سقي من جرح بحديد مسموم فإنه يبطل عمل السم، وكذلك إذا نثر على الجراحة الحارة التي من حديد مسموم أبرأها، فالحديد طائع لهذا الحجر؛ بسبب قوة حفظها الله تعالى فيه، ولا يزال ينجذب إليه كالعاشق إلى المعشوق.

وقال غيره: إذا علق المغناطيس على إنسان نفعه من وجع المفاصل، وإن أمسكته المرأة التي تعسرت ولادتها وضعت في الحال، وينفع النقرس في اليدين أو الرجلين، وإذا أخذ في اليد نفع من الكزاز، وإذا علقته المرأة التي أضر بها الطلق على ثديها الأيسر وضعت سريعا، ومن علقه في عنقه زاد ذهنه ولم ينس شيئا.

(حجر ملح) قال أرسطو: الملح أصناف: منها المتحجر كالبلور، ومنها ما يكون كالثلج، وتحجره كتحجر سائر الأحجار، ومنها ما يكون سؤرجا في الأرض السبخة جعلها الله تعالى قواما لمصالح الدنيا؛ فيصلح لكل شيء يخالطه حتى الذهب، فإنه يحسن لونه ويزيد في صفرته.

وعن النبيّ أنه قال: «يا علي، ابدأ بالملح واختم به؛ فإن فيه شفاء من سبعين داء»، ومن خواصه دفع العفونات كلها والملح المحرق ينقي الأسنان من الحفرة ويزيل كهبة اللون حيث طلي، واستعماله بالعسل يحسن اللون ويأكل اللحوم الزائدة، وينفع القوبى والجرب، ويضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب، ومن العسل والخل لنهشة ذي الأربعة والأربعين والزنابير، وينتفع من الجرب والحكة البلغمية والنقرس والإندراني هو الذي يشبه البلور يحد الذهن ويشد اللثة المسترخية.

(حجر نطرون) قال أرسطو: إنه يغسل الأجسام في الوسخ وينور وجهها، وهو نافع للأرحام اللواتي غلبت بعليها الرطوبة ينشفها ويقويها. وقال غيره: هو البورق الأرمني ينفع في القولنج الشديد ويقلع ببياض القرنية، وإذا ألقيت في العجين طيب خبزه وبيضه ويبسه، وإن طرح في القدر أهرى اللحم.

<<  <   >  >>